أعلن المغرب نيته للعودة إلى الاتحاد الافريقي وهو يعول خصوصا على العمل الدبلوماسي الإقتصادي لكسب أكبر دعم ممكن لقضيته الوطنية في ما يسمى “دبلوماسية العقود”.
ثم بدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس في الأشهر الأخيرة رحلات في إفريقيا من رواندا إلى تنزانيا والغابون والسنغال واثيوبيا ومدغشقر حيث إختتم الخميس زيارة استمرت عشرة أيام كما توجه إلى نيجيريا

وشهدت كل الرحلات التي يرافق العاهل المغربي فيها وفد من الوزراء وأرباب العمل ورجال الأعمال توقيع عدد كبير من الاتفاقات التجارية والتعاون.

وفي شهر نوفمبر، وقعت في أديس أبابا سبعة اتفاقات ثنائية وخصوصا عقد كبير بقيمة ملياري يورو لبناء مجمع لإنتاج السماد الزراعي يفترض أن يؤمن الإكتفاء الذاتي لهذا البلد بحلول 2025.

وفي انتاناناريفو، أعلن عن 22 إتفاقية على رأسها مشروع طموح يتعلق بقناة بانغالان الطبيعي التي تمتد 700 كيلومتر على طول الساحل الشرقي لمدغشقر.

أما المشروع الكبير الثاني فهو إعادة تأهيل خليج كوكودي في أبيدجان الذي قدرت كلفته بأكثر من 150 مليون يورو. وقد بدأ في 2015 ويفترض أن ينتهي في 2019 بينما يحتل المغرب المرتبة الأولى في لائحة المستثمرين الأجانب في ساحل العاج.

سفراء في افريقيا:
حينما إنشغل نظام “عبدة برميل النفط الجزائري” في تبذير أموال الشعب في صنع وتمويل وتسليح صنيعتهم “البوليساريو “كما صرفوا الملايير لشراء إعترافات بكيانهم الوهمي كان المغرب أطلق قبل 15 عاما “استراتيجيته الإفريقية” عبر الإعتماد خصوصا على “أبطاله الوطنيين”، وكانت أهم منجزاته الإقتصادية في مجالات المصارف والتأمين والاتصالات والصناعة والبناء العقاري.
وحتى 2016، كانت المملكة المغربية تتطلع بشكل أساسي إلى الدول الفرنكوفونية في غرب أفريقيا، منطقة نفوذها الطبيعي وهي التي تدعم موقف المغرب في تمسكه بسيادته على صحرائه في مواجهة النزعة الانفصالية التي تقودها جبهة البوليساريو المصنوعة من طرف الجزائر.كما إهتم ببناء مدن جنوبه الصحراوي المسترجع من الإستعمار الإسباني بمسيرة ذكية خضراء ،إذ أصبحت مدن جنوب المغرب أفضل من عاصمة الجزائر التي تجوب شوارعها الخنازير البرية لكثرة الأزبال والتي صُنفت من أسوإ 10 عواصم العالم للعيش فيها.
وسع المغرب نطاق عمله إلى كل القارة الإفريقية وقام بتقارب غير مسبوق مع دول شرق افريقيا التي كانت العلاقات معها غير وطيدة ومتوثرة في بعض الأحيان بسبب إعترافها بما يسمى بكيان “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الوهمية” التي صنعتها الجزائر وعملت على شراء إعترافات بها بأموال الشعب المغبون من خلال إعفاء دولٍ إفريقية من ديونها.

في الصف الأول من هذه الدبلوماسية التجارية الجديدة، شركات مهمة في القطاع الخاص تشارك في بعضها بما فيها الشركة القابضة للأسرة الملكية “الشركة الوطنية للاستثمار” كمساهم.
ومثال على ذلك أيضا “التجاري وفا بنك” أكبر مجموعة مصرفية في البلاد تمكنت عبر عمليات إستثمار من التمركز في عدد من دول القارة ومؤخرا في رواندا حيث اشترت “الشركة العامة للمصرف” (كوجيبنك).

ويعتمد المغرب على شركاته العامة مثل المجمع الشريفي للفوسفات أحد أهم المجموعات المنتجة للأسمدة في العالم وينوي استثمار 15 مليار دولار في أفريقيا في السنوات الـ15 المقبلة.
تعاون بين دول الجنوب:

أصبح المغرب ثاني دولة مستثمرة في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا. ويفيد تقرير للمركز الفكري المغربي “او سي بي بوليسي سنتر” أن الرباط أبرمت حوالى 500 إتفاق للتعاون منذ العام 2000.

وتمثل أفريقيا جنوب الصحراء 62.9 بالمئة من الاستثمارات المباشرة الأجنبية المغربية في العالم، بينها 41.6 بالمئة في القطاع المصرفي.

ويوضح ملك المغرب بإستمرار في خطبه لشركائه الأفارقة هذه الإستراتيجية الجديدة للتعاون بين دول الجنوب و”التضامنية” و”للتنمية المشتركة” .

وكان الملك محمد السادس قد وضح في مقابلة مع الصحافة في مدغشقر مؤخرا خلال زيارات لأفريقيا أو خلال المشاريع التي خططها أن الأمر “لا يتعلق بإعطاء دروس، بل هي تقاسم للتجارب”.

لهذا فإن علاقات المغرب مع دول جنوب الصحراء ينظر إليها بشكل جيد لأنها محكومة برؤية مرتبطة بمصالح مشتركة وفق منطقة الطرفين “الرابحين”.

مشروع مشترك مع نيجيريا:
كان العاهل المغربي الملك محمد السادس قام بزيارة رسمية لابوجا في الاول والثاني من كانون الاول/ديسمبر حيث التقى الرئيس النيجيري محمد بخاري.

وأكد وزير الخارجية النيجيري جيفري اونييما ان مشروع مد “انبوب غاز عابر لافريقيا من نيجيريا الى المغرب وصولا إلى أوروبا”.

واضاف الوزير “انه مشروع مهم جدا بالنسبة إلينا” دون تقدديم المزيد من التفاصيل.

وكان بدا العمل في 2005 في أكبر خط أنابيب غاز في غرب أفريقيا ويربط مناطق إنتاج الغاز في نيجيريا بأسواق المستهلكين في ساحل غرب افريقيا (بنين وتوغو وغانا)، وبدأ إيصال الغاز في 2010.

وقد تلا وزيرا الشؤون الخارجية للبلدين، صلاح الدين مزوار وجيوفري أونياما، بيانا مشتركا يهم مشروع إنجاز خط أنابيب للغاز يربط نيجيريا والمغرب.

وتحدث موقع “ايكونومي-انتربيز” عن “مشروع طموح جدا تقدر قيمته بعدة مليارات من الدولارات”،كما أضافت المصادر : “باعتباره مشروعا كبيرا مخصصا لتعزيز الاندماج الاقتصادي، سيتم تصميم خط الأنابيب بمشاركة جميع الأطراف المعنية؛ بهدف تسريع مشاريع الكهربة في المنطقة بكاملها، مشكلا بذلك أساسا لإحداث سوق إقليمية تنافسية للكهرباء يمكن أن يتم ربطها بالسوق الأوروبية للطاقة، وتطوير أقطاب صناعية مندمجة في قطاعات من قبيل الصناعة، والأعمال في المجال الفلاحي والأسمدة، بغية استقطاب رؤوس أموال أجنبية، وتحسين تنافسية الصادرات، وتحفيز التحول المحلي للموارد الطبيعية المتاحة بشكل كبير بالنسبة للأسواق الوطنية والدولية”.

وكتب الموقع ذاته ان العاهل المغربي قطع الطريق على الجزائريين الذين بدأوا في 2002 مفاوضات مع حكومة نيجيريا لإقامة مشروع مماثل عبر الساحل لكن تعذر توفير التمويلات للمشروع.
من جانبها قالت مصادر أخرى أن هدف المشروع المغربي النيجيري هو تمديد خط انابيب الغاز القائم “باتجاه المغرب مرورا بدكار”.

يعد مخزون الغاز في نيجيريا من أكبر المخزونات، وتعد نيجيريا من أكبر منتجي النفط كما تملك أكبر إحتياطي مثبت من الغاز في افريقيا وسابع إحتياطي في العالم.
سؤالي المطروح:
متى سيوقف المغرب إتفاقية أنبوب الغاز الجزائري الذي يمر عبر المغرب نحو أوروبا وبفضل مذاخيله تريد الجارة الشرقية اللئيمة ضرب وحدة المغرب الترابية؟ ماذا ستفعل الجزائر التي تتحين كل الفرص لضرب وحدة وطن المغاربة لو كانت مكان المغرب ؟ أما حان الوقت لطرد سفير الجزائرمن المغرب وقطع كل العلاقات معها ؟أما حان وقت قلب الطاولة في وجه نظام حركي مفلس لا يفهم سوى لغة الكيد ورد الضربات ؟ ماذا إستفاد المغاربة ومغربهم من كيان الجزائر الحركي الفاشل ؟

 

1417681216

bouteflika-petrole-africa-petit

 

هدى بريس:أحمد الصالحي