تعيش الجزائر على وقع احتجاجات شعبية عارمة بعدة ولايات، خصوصا بعد دخول قانون المالية الجديد حيز التنفيذ 2017.

قناة “البلاد” الجزائرية، أنجزت “ميكروطروطوار” استطلعت فيه آراء عينة من الشارع الجزائري، حيث ظهر غضب عارم واحتجاج قوي في تصريحات المستجوبين، بسبب المستويات القياسية التي وصلت إليها بعض الكثير من المواد الغذائية والاستهلاكية.

وكانت الصحف المغاربية والعالمية قد تطرقت للاحتجاجات المتواصلة ببعض المناطق، وتوقعت الصحافة أن تعيش الجزائر ” أوقاتا صعبة” في أعقاب أعمال الشغب التي تجتاح حاليا العديد من المدن احتجاجا على التدابير التقشفية التي تضمنها قانون المالية لسنة 2017.

في هذا الصدد، كتبت صحيفة (الفجر) تعليقا على هذه الأحداث، ” إنه السير على حافة الهاوية هذا الذي يحدث في ولاية بجاية وجهات أخرى من الجزائر”، مستدركة ” نعم للتظاهر ضد قانون المالية وضد غلاء الأسعار. نعم للتظاهر ضد قوانين جائرة وضد تصرفات حكومة لا تراعي مصالح الشعب. ولكن يجب أن يكون التظاهر بطرق حضارية، وأن يتصدى المتظاهرون ومن دعوا إلى الانتفاضة إلى المخربين الذين استغلوا مطالبهم الشرعية ونضالهم الواعي لإشاعة الفوضى والخراب لإفراغ مطالبهم من محتواها الشرعي، وتصير حركتهم همجية تخريبية، ويصبح من حق قوات الأمن قمعها وتلقى في المقابل من يقف ضدها”.

في نفس السياق كتبت صحيفة (وقت الجزائر) “ها قد ودع الجزائريون سنة 2016 ، واستقبلوا عاما جديدا، وكلهم أمل في غد أفضل، إلا أن الأزمة المالية والتهاب الأسعار وإقرار رسوم جديدة وزيادات في الضرائب، أضحت تحط من معنوياتهم وتحد من طموحاتهم، بل إنها ترسم مستقبلا مظلما أمام الكثيرين وتدفع بهم نحو الشارع…”.

من جهته كتب الموقع الأمريكي (ميدل إيست كونفيدانشل)، المتخصص في القضايا الاستراتيجية بمنطقة الشرق الأوسط، أن النظام الجزائري، الذي يوجد على “حافة الانهيار”، اختار أن يواجه ب”يد من حديد” المطالب الشعبية وأعمال الشغب التي تهز البلاد احتجاجا على ارتفاع تكاليف العيش بشكل لا يطاق.

وأوضح (ميدل إيست كونفيدانشل) أنه “عوض الاستجابة للمطالب الشعبية من خلال تجميد الزيادات في الأسعار التي تضرب القدرة الشرائية للجزائريين، هددت السلطات الجزائرية بالتدخل بيد من حديد ضد كل من يجرؤ على زعزعة أمن البلاد”. في مقال بعنوان “الجزائر: غضب وشغب يهددان استقرار البلاد”، يصف كاتب المقال جزائرا “تهزها الاحتجاجات الشعبية منذ بداية السنة ضد قرار الحكومة القاضي بالزيادة في الضرائب وفي أسعار الكهرباء والغازوال والسلع الاستهلاكية الأساسية”.

ولاحظ أن أعمال الشغب هاته “تأتي في وقت تتفاقم فيه الأزمة السياسية بالجزائر بسبب مطالب اجتماعية مختلفة”، مضيفا أن هذا الوضع “يزيد من المخاوف على المستويين الإقليمي والدولي حول استقرار ومستقبل الجزائر، التي تخلى نظامها عن سلسلة من المشاريع لعدم وجود الأموال اللازمة لتنفيذها”.

وأشار الموقع الأمريكي إلى أن الجزائريين بدأوا يستشعرون، في هذه الظرفية، “الآثار السلبية لانخفاض قيمة الدينار مقابل الدولار واليورو، في وقت لم تعد فيه السلع المصنعة بالخارج في متناول القدرة الشرائية لغالبية المواطنين”، مسجلا أن هذا الوضع ازداد سوءا بعد تراجع عائدات النفط بأكثر من 50 في المئة.

وأمام الوضع السياسي والأمني في الجزائر، ذكرت (ميدل إيست كونفيدانشل) بأن العديد من البلدان الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، حذرت مواطنيها من السفر إلى الجزائر “بسبب ارتفاع خطر وقوع هجمات إرهابية في هذا البلد، الذي يعيش على حافة الانهيار”.

معاك يا الخضرة

Bewaren

Bewaren

Bewaren