حكام الجزائر يتامى رماد شهيد الأمة الجزائرية فيديل كاسترو

فيديل كاسترو شهيد الأمة الجزائرية !!!

كان أجمل عنوان وفي الصميم هو ما جاء في موقع الجزائر تايمز : ” الجزائر تعلن الحداد ثمانية أيام على شهيد الأمة فيدل كاسترو “…

وكما جاء في مقال تَمَرُّغِ سلال بومرميطة أمام الأعتاب السعودية ، كان الحِداد 08 أيام في الجزائر على موت الشيوعي فيديل كاسترو المُلحد ، كان بمتابة قناع آخر سقط عن وجوه حكام الجزائر بأنهم هم الفرع الإفريقي من الشيوعيين الملحدين الذين زرعهم الجنرال دوغول وطغاة الشيوعية العالمية في المنطقة المغاربية العربية الإسلامية ليكونوا قلعة حصينة ضد الإسلام والمسلمين وطاعونا فتاكا للشعب الجزائري ولشعوب المنطقة المغاربية كلها !!!

أولا : هل كان كاسترو مسؤولا عن شعار : ” الجزائر من الإسراف إلى الإفلاس ” :

معروف عن الأنظمة الشمولية كنظام الجزائر غزارة الشعارات الرنانة التي لا تسمن بل تزيد الشعوب المحكومة بتلك الشعارات جوعا على جوع ، فعند خبراء الاقتصاد أن من يتوقف اقتصاده فمعنى ذلك أنه يتأخر ثم يتخلف ثم ينهار، لأن من بجانبه يتقدم ولو ببطء ، وقد كانت جريرة حكام الجزائر أنهم نشروا فظائع كثيرة بشعارات غزيرة ومن أفظع ما نشره حكام الجزائر هو القحط الفكري والعمى السياسي في الجزائر باختياراتهم الفاشلة منذ استقلال الجزائر ومَيْلِهِمْ نحو المعسكر الشرقي المُفْلِس ، فالجزائر دولة غنية بنفطها وغازها لكنها بفضل اختيارات حكامها الفاسدين المفسدين تركوا شعبها فقيرا جدا جدا ، ويعتبر ذلك علامة صارخة على شذوذ الاختيارات الفكرية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية اختارها حكامٌ أَجْرَمُوا في حق الشعب الجزائري المسلم السني المالكي ، وهو سلوك يدل على  الشذوذ  الفكري الذي مارسه هؤلاء الطغاة المجرمون من حكام الجزائر على الشعب بالسطو على الثورة الجزائرية وتحريف مسارها … فرغم إعجاب حكام الجزائر ( بشهيد الأمة الجزائرية ) فيديل كاسترو وادعائهم – كذبا – أنهم تبنوا شعارات ثورته فهم مارسوا الشذوذ السياسي والاقتصادي والأخلاقي على الشعب الجزائري ، لقد استورد حكام الجزائر من كوبا شعارات الثورة وفلسفة الحكم البوليسي الشمولي ولكنهم لم يستوردوا منه فلسفة ترشيد مواردهم الاقتصادية والسياسة ، ومناهج التعليم الناجع والرعاية الصحية للشعب الكوبي ، لقد استطاع كاسترو أن يصمد أمام الحصار الاقتصادي الصارم الذي ضربته عليه أمريكا ومع ذلك عاش الشعب الكوبي عيشة الكفاف بترشيد ما لديه من مُقَدَّرات رغم قلتها ، وقد زاد وضع كوبا تأزما حينما واجه  كاسترو صعوبات أخرى بعد انهيار دول الاتحاد السوفياتي التي كانت سوقا لكوبا خاصة في تسويق إنتاج بعض المعادن والسكر والتبغ لكن كوبا مع كل ذلك لم تصل درجة الأضحوكة التي بلغتها الجزائر بين الأمم ، فكوبا بفضل السياحة ( حوالي 2 مليون سائح حسب إحصاء 2003 ) وفَّرَتْ  للبلاد أكثر من 2 مليار دولار  دون أن ننسى سمعتها الرياضية عالميا ، لقد ضربت الولايات المتحدة حصارا تجاريا واقتصاديا على كوبا منذ 1962 أي نفس السنة التي استقلت فيها الجزائر ، هذا التاريخ يفرض علينا السؤال كم من آلاف الملايير من دولارات النفط والغاز ضيعتها الجزائر طيلة 54 سنة أي منذ ما يسمى الاستقلال إلى الآن ؟ لنترك فترة ما قبل بوتفليقة ، لقد ضيعت الجزائر وفي عهدات بوتفليقة وحده فقط أكثر من 900 مليار دولار ، لعل كاسترو كان يتقزز من سياسات الحركي الحاكم في الجزائر وهم يبذرون بسفاهة ثروة لم يكن يحلم بها كاسترو طيلة حياته … قد يكون كاستروا أنقذ شعبه طيلة 54 سنة من الحصار الأمريكي باعتماده على الذات وتنفيذ بعض من شعاراته ، لكن هل استفاد حكام الجزائر من شعار واحد من شعارات كاسترو ؟ الجزائر غنية عكس كوبا ، لكن الجزائر يحكمها  طغاة مجرمون يعتمدون على البروباغاندا الإعلامية المتخصصة في الديماغوجية ونشر الأكاذيب وتضبيع الشعب لتهريب خيرات البلاد نحو الخارج ، لقد كانت خزينة الدولة الجزائرية ممتلئة أيام كان سعر النفط مرتفعا لكنها أصبحت خاوية على عروشها  بسبب السرقات والإسراف في إهدار المال السائب على شراء ذمم الشياتة في الداخل وبعض الحكام في الخارج من أجل قضايا خاسرة على رأسها قضية البوليساريو حتى وصلت الجزائر إلى الإفلاس ، لقد كان شعار حكام الجزائر الخالد هو ” تحيا الجزائر من الإسراف إلى الإفلاس ” … فهل كان كاسترو مسؤولا عن تصدير شعار : الجزائر من الإسراف إلى الإفلاس ؟؟

boutef-et-fidel-castrou

ثانيا : الحركي الحاكم في الجزائر جسم غريب عن المنطقة المغاربية والأمة الإسلامية

الحركي الحاكم في الجزائر من العسكر والشياتة هم من حفدة المستعمر الفرنسي بلا شك ، إذ لا يمكن أن تمر 130 سنة من الاستعمار الاستيطاني الفرنسي للجزائر بدون مخلفات تؤثر فكريا على فئة من التركيبة الاجتماعية للشعب الجزائري ، ولا ينكر ذلك إلا جاهل جهول لكن بالمقابل هناك في عمق بلاد الجزائر شعبٌ جزائريٌ قح وأصيل وهو الذي – حاشى لله – أن يتنكر لشخصيته العربية الأمازيغية الإسلامية ، شعب في العمق الجزائري لم يلحقه المسخ في هويته بهذه السهولة ، لكن الحركي كان يخطط بدهاء على طمس هوية الأجداد المسلمين في الجزائر حتى لا يتوارثها الأبناء والأحفاد … مصيبة الشعب الجزائري أن حكامه يريدونه أن يكون شيئا غير ذاته أي أن تكون هويته هي : ” اللاهوية ” أي المسخ الهوياتي ..كيف ذلك ؟ بالأمس تعلقوا بأهداب الشيوعية والاشتراكية بحجة السعي إلى التقدم الاقتصادي والصناعي ( خصوصا الصناعة الثقيلة ) وضاعوا بين الستالينية والماوية والتروتسكية ووو….ففشلوا فشلا ذريعا فلم يبلغوا لا تقدما صناعيا ولا فلاحيا وحَوَّلُوا البلاد إلى خراب يباب ومجرد مَعِدَة تهضم ولاتنتج شيئا فخسروا الدنيا والدين …واليوم لا يعترف حكام الجزائر بأي اتجاه إسلامي في الجزائر فكلهم في نظر حكام الجزائر مشروع ” قاعدة ” أو ” جبهة نصرة ” أو ” داعش”  أي ( كلهم مشروع سياف نمطي يقطع الرؤوس على هيأة مسرور السياف الذي ارتبط اسمه وشخصيته الخيالية بقصص من الإسرائيليات حول شخصية هارون الرشيد المشوهة وليس هارون الرشيد القائد المسلم الفذ  ) …  ومن أجل ذلك أصبح كل مسلم سني مالكي معتدل – في نظر حكام الجزائر وصحافتهم الارتزاقية – مشروع إرهابي ، حتى لو كان مسلما عاديا لا دَخْلَ  له في السياسة ولا يشغل نفسه بها ، جزائري مسلم يمارس شعائره الدينية في المسجد أو في بيته مع أسرته لأنه اقتنع بأن الإسلام دين أجداده وهو العقيدة السمحة والعمل الصالح ، وجعل من سيرته بين الناس عبادة الله وإفادة البشر بعمل الخير … أقول أصبح هذا النموذج من المسلمين المسالمين في الجزائر هم كذلك أيضا مشروع إرهابيين في نظر حكام الجزائر والشياتة من أنصارهم وصحافتهم … باختصار لا يرتاح حكام الجزائر والشياتة وزبانية الإعلام من حثالة الشيوعيين في الجزائر ، لايرتاحون إلا للملحد أو المرتد إلى المسيحية ، ولا يرتاحون إلا للمتشردين بين المعتقدات والإيديولوجيات السخيفة ، لأنهم يشكون في كل جزائري مسلم ممارس لشعائر المسلمين ( pratiquant ) لا يرتاحون إلا لمرتادي الخمارات والمواخير والذين يحتقرون الإسلام والمسلمين قولا وعملا … لقد كان الجنرال دوغول داهية حينما اختار الوقت المناسب للموافقة على إجراء ما يسمى الاستفتاء على استقلال الجزائر ، فقد كانت كل الظروف مهيأة لإسقاط الجزائر شبه دولة جديدة أو ثمرة ناضجة في حضن الفاشستية والديكتاتورية والحكم الشمولي المطلق ، فقد تأكد دوغول من وصول دفعة لاكوست إلى حكم الجزائر ، هؤلاء الذين لا ملة لهم سوى عبادة المال والسجود لذهب بني إسرائيل وارتياد مواخير أمهم فرنسا التي يتعبرونها القِبْلَة الوحيدة التي يحج إليها  أبناؤهم وحفدتهم ويرتلون تراتيلها بلغة موليير المعشوقة في ربوع عموم الجزائر حبا وممارسة … لقد ازدادت الهوة اتساعا بين العمق الجزائري أي شعب الجزائر المسلم السني المالكي المنتشر في كل القبائل والمداشير من جهة وبين الفئة الحاكمة ( العسكر + الشياتة ) من ذوي الارتباط المتين بفرنسا قلبا وقالبا ، ازدادت الهوة بينهما حتى أصبح شتم الإسلام والمسلمين والشك فيهم من متلازمات الصحافة الجزائرية التي تعمل على تسمين النظام مرة بحجة دعم الشرعية ومرة بحجة المعارضة النزيهة وكلاهما تصب مياهها في طاحونة تقوية شوكة النظام الفاشستي لضرب الشعب العميق ..ألم نقل إن حكام الجزائر جسم غريب على المنطقة المغاربية ؟

 ثالثا : رماد شهيد الأمة الجزائرية فيديل كاسترو ( سيضحك ) على حكام الجزائر :

ونحن نسمع رمطان لعمامرة وهو يخطب – مؤخرا – في جَمْعٍ من الأفارقة قيل إنه كان تحت شعار ” إسهام الجزائر في تصفية الاستعمار في إفريقيا ” حضره بعض الأفارقة يعلم الله من هم ومن أين جيء بهم ، نسمعه وكأننا نسمع نقابيا هَرِماً قد بلغ به الخَرَفُ والهَتَرُ مَبْلَغَهُ ، قد شاخ وشاخت معه أسطوانته المهترئة ولم يعد يأبه بكلامه أحد ، فمعلوم أن النقابيين يَجْتَرُّون شعاراتٍ يقتاتون منها على ظهور العمال سنوات وسنوات ، كذلك هو حال حكام الجزائر في الماضي والحاضر ، ومنهم الزعيم رمطان لعمامرة الذي ادعى أنه جاء إليهم بالعجب العُجَاب الذي ظن أنه سيستعيد به مكانة الجزائر في إفريقيا ، قال لعمامرة للأفارقة في ذلك الجِماع عفوا ذلك الاجتماع إن الجزائر ستشطب على ديون كل دولة تدعم الشعب الصحراوي حتى ينال استقلاله التام ، لقد ربط لعمامرة التشطيب على  ديون الدول الإفريقية الفقيرة بشرط الوقوف إلى جانب القضية الوطنية الجزائرية الأولى قضية الصحراء الغربية ضد المغرب ، ثم أطنب في دور الجزائر في تحرير شعوب إفريقيا ( يا سلام !!!!)… السؤال الذي يفرض نفسه : هل تحرر الشعب الجزائري من ربقة أعداء الإسلام من ورثة الاستعمار الفرنسي البغيض ؟

الشيء الذي لا ينكره إلا جَاحِدٌ جَحُودٌ وجاهلٌ جَهُولٌ هو أن دول أمريكا اللاتينية قد تحررت من الدكتاتوريات بعد غزو  الفكر الديمقراطي ، وبذلك يكون هجوم الديمقراطية على أمريكا اللاتينية قد عزلت كوبا الديكتاتورية ، كذلك هو الأمر بالنسبة لحكام الجزائر الدين تمسكوا  بالديكتاتورية ونسوا أو تناسوا أن هجوم الديمقراطية على الدول الإفريقية  قد عزلت النظام الجزائري الشمولي …

من الغرائب التي ذُكِرَتْ بعد موت كاسترو أنه لم يكن شيوعيا منذ بداية ثورته ولكنه أصبح شيوعيا بعد حادثة خليج الخنازير ضدا في الولايات المتحدة الأمريكية التي حاولت إجهاض الثورة في كوبا ، كذلك هم حكام الجزائر فقد أصبحوا اشتراكيين حسب الموضة أولا ، وضدا في جيرانهم تونس بورقيبة الليبرالي والنظام الملكي السنوسي في ليبيا قبل مجيء القذافي عام 1969 ، والنظام الملكي في المغرب ، أما الشعب الجزائري المسلم السني المالكي فلا رأي له في ذلك لأن زمام الأمر قد ضاع منه منذ الانقلاب الأول الذي قاده بومدين في 15 جويلية 1961 على الحكومة المدنية المؤقتة برئاسة فرحات عباس ، وفي الانقلاب الثاني على الشرعية الشعبية عام 1992 بعد أن اختار الشعب الجزائري حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ بزعامة الشيخ عباسي مدني في انتخابات 26 ديسمبر 1991 حيث قاد العسكر الحاكم في الجزائر مجازر العشرية السوداء بمساعدة الشياتة والمنافقين الخونة من الغدارين الذين يغيرون ألوانهم بين عشية وضحاها والذين يكرهون كل ما يربط حاضر الجزائر بماضيها قبل الاستعمار الاستيطاني الفرنسي …لعل رماد شهيد الأمة الجزائرية المناضل فيديل كاسترو سيضحك على حكام الجزائر وهو يتفرج عليهم وقد تخلت عنهم دول إفريقيا التي انعتقت أكثرُ دولها من الفكر الانقلابي واعتنقت الديموقراطية … ولعل رماد كاسترو سيضحك على حكام الجزائر اليوم ويقول لهم ما قاله ذات يوم ميخائيل غورباتشوف آخر زعيم للحزب الشيوعي السوفياتي لإريك هونيكر آخر رئيس لدولة ألمانيا الشرقية حينما نصحه يوم 6 نوفمبر 1989 بأن يستقيل حتى يمهد الطريق للإصلاحات في ألمانيا الشرقية ، لكن هونيكر كان ( حلُّوف ) مثل حكام الجزائر سخر من نصيحته فقال له غورباتشوف قولته الشهيرة : ” الحياة تعاقب من يأتي متأخرا ” … وفعلا انهار جدار برلين يوم 9 نوفمبر 1989 معلنا انهيار دولة كانت تسمى ألمانيا الشرقية .. لعل رماد كاسترو يسخر من حكام الجزائر قائلا لهم : ” لقد أنقذتُ كوبا وهي تعاني حصارا اقتصاديا طيلة 54 سنة وأنا لا أملك عُشُرَ مِعْشَارِ ما تملكون وأنتم ضيعتم الجزائر طيلة 54 سنة وخسرتم آلاف الملايير من الدولارات و لازلتم تبددون أضعافها في التخاريف والخزعبلات وتركتم شعبكم يموت قهرا وغبنا ” …

عود على بدء :

يقال إن الغُرَاب أراد أن يقلد مشية الطاووس فنسي مشيته ولم يتعلم مشية الطاووس فأصبح يقفز وينط ، كذلك هم  ( حلاليف ) حكام الجزائر لم يحافظوا على استمرارية الشخصية الجزائرية الممتدة من قبل الوجود الفرنسي على أرض الجزائر ولم ينجحوا في اختيار الشيوعية والاشتراكية فأصبحوا تائهين ، الشيء الوحيد الذي يتقنه حكام الجزائر هو التقليد الذي يأتي بنتائج عكسية وهو المسخ … مشروع المسجد الكبير في الجزائر تقليد لمسجد الحسن الثاني في المغرب ، حكام الجزائر يعلنون أنهم سيقيمون أكبر مصانع للسيارات في الجزائر ، سلال يعلن من السعودية أن الجزائر ستشيد أكبر ميناء في العالم على شاطئ البحر الأبيض المتوسط  ضدا على الميناء المتوسطي في طنجة المغربية الخ الخ الخ … الأكيد هو أن حكام الجزائر سيصابون بالسكتة القلبية وهم يلهثون وراء المغرب ، واليوم فقط وبعد حالة الهيستيريا التي أصابت حكام الجزائر من النجاحات الباهرة لملك المغرب في زياراته المدروسة بعناية لدول شرق إفريقيا وغربها ، اليوم فقط ستنفجر مرارة حكام الجزائر لأن نيجيريا قد وضعت على الطاولة مشروع تزويد أوروبا بالغاز الطبيعي عبرالمملكة المغربية بحجة أن عبوره عبر الجزائر غير آمن لأن جنوب الجزائر بكامله خارج عن سلطة النظام الجزائري وواقع تحت سلطة أباطرة الإرهابيين الذين صنعتهم الجزائر وتمولهم  ، إذن بقي لها سيناريو عبور القنوات إلى أوروبا عبر السواحل الغربية للقارة الإفريقية وتمتد على 4000 كيلومتر لتصل إلى المغرب ومن هناك إلى أوروبا … الحلوف الحاكم في الجزائر يأتي دائما متأخرا كما قال غورباتشوف لهونيكر … اليوم مرة أخرى تعلن الجزائر تنظيم ” المنتدى الجزائري الإفريقي ” والذي يستهدف دراسة مشاريع استثمارات ضخمة في عموم إفريقيا يعلم الله من أين سيأتون بالمال لتنفيذ هذه المشاريع الوهمية ؟ فهل فَكَّ حكام الجزائر عن رقابهم الحبل الاجتماعي للشعب الجزائري الذي يزيد ضيقا على رقابهم يوما على يوم والذي سيخنقهم عاجلا أم آجلا ؟ ثم ألا تزال في إفريقيا دولة فقيرة واحدة تصدق تخاريف حكام الجزائر ومناوراتهم ؟ لقد انتهى عصر رشوة رؤساء الانقلابات في إفريقيا ، لقد غزت الديمقراطية عموم إفريقيا وبقيت الجزائر معزولة تكرر منهج بروباغندا الأكاذيب الذي انتهى عصره مع وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت تكشف عورة حكام الجزائر بالصوت والصورة كل ثانية …

على سبيل الختم :

يا حسرة يا حسرة لو تبعنا طريق علمائنا المسلمين الذين تماهوا مع الكفاح من أجل تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي ، يا حسرة لو لم يتبع حكام الجزائر طريق شهيد الأمة الجزائرية فيديل كاسترو … يا حسرة لم يتبعوا علماءنا الأجلاء الذين نذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ مبارك الميلي والطيب العقبي والشيخ البشير الإبراهيمي الذين كانوا في تناغم وانسجام مع إخوانهم في تونس من أمثال محمد الصادق النيفر وابنه الشادلي النيفر والشيخ محمد الطاهر بن عاشور ومحمد الحبيب بلخوجة وغيرهم كثير ، ومع علماء المغرب الأقصى نذكر منهم الشيخ أبا شعيب الدكالي والمختار السوسي وشيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي وعلال الفاسي وغيرهم كثير ..

لقد نجح حكام الجزائر – نسبيا – في استئناف العمليات الاستئصالية لجذور الشعب الجزائري مع ماضيه والتي قادها الاستعمار الفرنسي طيلة 130 سنة ، هذا الاستعمار – وقبل أن يرحل – قرَّب أبناءه من الحركي إلى السلطة ودعَّمَهم بدفعة لاكوست من العسكر فتشكلت فئة اجتماعية في الجزائر لا علاقة لهم نهائيا بأجدادهم الذين تشبعوا من نفحات الروح الإسلامية القادمة من الشرق ، صنع المستعمر فئة قِبْلَتُهَا باريس ولغتها لغة موليير وقلبها مليء بالحقد على كل مسلم حتى ولو كان مسالما لا علاقة له بالجهاديين والقتلة من القاعدة أو داعش أو غيرهما ، فكل مسلم ممارس عند هذه الفئة المفرنسة هو مشروع ” سفاك ” ، وما كرس هذه الصورة عند الفئة المذكورة التي تكره الإسلام والمسلمين هو ما عاشته الجزائر في العشرية السوداء حينما اختار الشعب الجزائري العودة إلى أصوله التي يمثلها علماؤه الذين ذكرنا ، فمالت الكفة بعد العشرية السوداء مرة أخرى إلى دعاة الستالينية والماوية والتروتسكية ولكنهم وجدوا دعاة الشيوعية وقد تنكر لهم حتى أهاليهم ، فتاه حكام الجزائر و لايزالون تائهين فلم يبلغوا سماء أوروبا ولا جذور إفريقيا … ولن يبلغوا أخمص أقدامهم لأنهم تائهون وتافهون ومصابون بالقحط الفكري والعمى السياسي … لم يفعلوا شيئا حينما كانوا مُتْخَمِينَ بآلاف ملايير الدولارات فكيف ننتظر منهم أن يحركوا قشة وهم جالسون على خزينة خاوية على عروشها يوزعون الأكاذيب على الشعب الجزائري وعلى شعوب إفريقيا … بئس النهاية نهاية حكام الجزائر يتامى رماد شهيد الأمة الجزائرية فيديل كاسترو …

1395617308-petit 1394145491 1403392421 boutef-10858389_546723462131030_8482004679922930319_n boutef-taf bouteftaf

 

سمير كرم