لم يسبق للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح أن أقر بانخراطه المباشر في الحرب كما فعل هذه المرة عبر إطلالته الإعلامية الجديدة لا بل أوحى صالح بأنه القائد الفعلي والأعلى للعمليات العسكرية ضد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي ما الفخر في تسليم مخازن أسلحة الجيش لميليشيا وهي تستولي على عاصمة البلاد هل كان ذلك إلا رغبة من صالح في الإجهاز على الدولة وتفكيك مؤسساتها طالما لم يعد هو من يحكمها وهل كان لانقلاب الحوثيين أن ينجح أصلا لولا تواطؤ الرئيس المخلوع كلمة صالح حفلت بالتهديد والوعيد ضد السعودية ودول التحالف العربي عموما وحكومة عبد ربه منصور هادي قائلا إنه على استعداد للقتال سبع سنوات أخرى وكاشفا عما زعم أنها صواريخ طويلة المدى لم تستخدم بعد لا يعرف ما إذا كان صالح يلعب آخر أوراقه ويسعى بالتالي إلى تسوية تتوقف فيها الصواريخ مقابل وقف الغارات الجوية كما قال ام إن تصعيد هذا جاء ردا على قرار مجلس الأمن الدولي الخميس تشديد العقوبات المفروضة عليه وعدد من قادة جماعة الحوثي ولعل ما يعزز ذلك هجومه على دول كبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا متهما إياها بالمشاركة في الحرب وفيما يعد مؤشرا إلى حجم التماهي بين الرئيس اليمني المخلوع والحوثيين سادت على خطابه أدبيات الجماعة وسائر أخواتها المنضوية تحت العباءة الإيرانية في شعارات من قبيل الموت لأميركا وإسرائيل ودعم فلسطين أيا كانت رسائل صالح الجديدة فالواضح أنه يريد خلط الأوراق وانتهاز مأساة اليمنيين في هذه الحرب الدامية طمعا ربما في العودة إلى المشهد بعيدا عن صورة رئيس مخلوع نسي أو تناسى أن المبادرة الخليجية هي التي أنقذته قبل ست سنوات من مصير مجهول

 

 المصدر : الجزيرة