حكمت الجغرافيا على المغرب أن يتواجد وسط جيران يعانون من عقدة مزمنة ، انها عقدة التاريخ.
كلما قلب الجيران صفحات كتب التاريخ الا وارتفع ضغط دمهم، وأصابتهم الحمى والهستيريا ،حتى تمنوا لو أتيحت لهم فرصة مسح كل التاريخ من الذاكرة وتفصيل تاريخ بديل على المقاس.

الجار الشمالي (اسبانيا) :
كلما نظر هذا الجار الى الضفة الجنوبية تذكر طارق بن زياد ويوسف بن تاشفين ويعقوب المنصور و الزلاقة والأرك …وتذكر 800 عاما من حكم المسلمين للأندلس ، وتذكر أنه في الأمس القريب تعرضت العسكرية الاسبانية لأشنع هزائمها في موقعة أنوال ، وبعدها بقليل عاد أحفاد طارق لعبور المضيق من أجل المشاركة في الحرب الأهلية الاسبانية التي تركت في الذاكرة الاسبانية جرحا لا يندمل، حتى استحق المغرب لقب (وحش اوربا) بدون منازع ، ثم جددت مسيرة 350 ألف متطوع مخاوف الاسبان من( المورو) الذي لا يهاب الموت أبدا.

الجار الشرقي (الجزائر)
كلما نظر جارنا الشرقي الى جهة الغرب تذكر أن المغرب الأوسط كان ولاية تابعة للسلطان المغربي ترسل له الوفود لتجدد البيعة في كل مناسبة ، وأن الأتراك والفرنسيين هم من فصلوا الفرع عن الأصل. وأن فرنسا هي من اقتطعت الصحراء الشرقية المغربية من المملكة الشريفة وضمتها الى ما كانت تعتبرها مقاطعة فرنسية لن تخرج منها أبد الدهر.
لقد سبق لبومدين أن قال لصحفي فرنسي اسمه بول يالطا ان توحيد البلدان المغاربية كان يأتي من المغرب الأقصى ، والآن جاء دور الجزائر. وعلق قائلا((ان الجزائر تبدو وكأن لها ثأرا تجاه التاريخ)).
بومدين نفسه هو الذي قال قولته الشهيرة(( سأضع للمغرب حجرا في الحذاء)) ، ويقصد بذلك خلق مشكلة الصحراء المغربية جنوبا لاشغال المغرب عن المطالبة بصحرائه المغتصبة شرقا.

الجار الجنوبي(موريطانيا)

كلما نظر جارنا الجنوبي الى جهة الشمال تذكر أنه كان معروفا طوال قرون باسم ((ولاية شنقيظ المغربية)) ، وأن قبائل الصحراء حتى نهر السنغال كانت تبايع سلاطين المغرب الى ان جاء الاستعمار الفرنسي ففصلها عن وطنها الأم خدمة لمصالحه الاستعمارية.
عندما قررت فرنسا خلق دولة موريطانيا احتار المختار ولد داده وأتباعه في اختيار اسم للدولة الجديدة ، واقترح احدهم اطلاق اسم شنقيظ عليها على اعتبار أنه الاسم الذي عرفت به عبر التاريخ فرفض ولد داده ذلك بشدة لأنه اسم يذكر بمغربية موريطانيا. انه اسم ولاية شنقيظ المغربية في كتب التاريخ.

لن يرتاح الجيران حتى يقوم المغاربة بجمع كل كتب التاريخ ويضعوا المجلدات فوق المجلدات على هيئة هرم يفوق جبل توبقال في ارتفاعه ثم يضرموا فيها النيران.

ابو نعمة نسيب – كريتيبا – البرازيل