أكد مسؤول أميركي ودبلوماسي غربي نشر قوات روسية بقاعدة عسكرية غربي مصر وإلى الشرق من ليبيا لدعم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وهو ما تحدثت عنه مصادر أميركية ومصرية أخرى، ونفته موسكو، في حين طلب مجلس النواب المؤيد للواء المتقاعد مساعدة روسية لتدريب قواتهم.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول الأميركي -الذي طلب عدم الكشف عن هويته- أنه “يبدو أن روسيا نشرت قوات خاصة في قاعدة جوية في مدينة سيدي براني” الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر شرق الحدود الليبية، وقال المسؤول إن الجيش الأميركي يراقب الوضع عن كثب.

وأكد دبلوماسي غربي -اشترط أيضا عدم الكشف عن هويته- التقارير التي تحدثت عن وجود قوات روسية في “منشأة” عسكرية غربي مصر.
وفي وقت سابق اليوم، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين ومصريين -رفضوا الكشف عن هوياتهم- أنهم لاحظوا وجود قوة خاصة روسية وطائرات مسيرة في منطقة سيدي براني.

ورغم نفي المتحدث العسكري باسم الجيش المصري العقيد تامر الرفاعي مرابطة أي قوات أجنبية على أراضي بلاده، أفادت مصادر أمنية مصرية بوجود وحدة عمليات خاصة روسية مؤلفة من 22 فردا، لكنها رفضت الخوض في مهمتها.

وذكرت المصادر نفسها أن طائرات عسكرية روسية حملت نحو ست وحدات إلى مرسى مطروح قبل أن تذهب إلى ليبيا.

وأشارت المصادر الأمنية المصرية إلى أن روسيا استخدمت قاعدة مصرية أخرى إلى الشرق من سيدي براني بمرسى مطروح أوائل فبراير/شباط 2016.

ونقلت رويترز عن مسؤولين أميركيين ترجيحهم أن يكون نشر قوات روسية في إطار محاولة دعم للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر الذي تعرضت قواته لانتكاسة عندما هاجمت سرايا الدفاع عن بنغازي قواته في الثالث من مارس/آذار الجاري عند موانئ النفط الخاضعة لسيطرته وانتزعتها من قبضته.
نفي روسي
من جهتها نفت وزارة الدفاع الروسية وجود قوات خاصة في سيدي براني، وقالت في بيان “هذه ليست المرة الأولى التي تسرب فيها مصادر مجهولة مثل هذه المعلومات إلى الإعلام الغربي”.

وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنه ليس لديه “أي معلومات” عن إرسال قوات روسية إلى مصر، كما نفى أن تكون لموسكو مصلحة في تعميق نشاطاتها في ليبيا.

وأضاف أن روسيا يهمها استقرار ليبيا حتى لا تصبح “أرضا لتفريخ الإرهابيين”.

بدوره قال رئيس مجموعة “آر أس بي” الأمنية الروسية أوليغ كرينيتسين لرويترز إن قوة من عشرات المتعاقدين الأمنيين المسلحين من روسيا عملوا حتى الشهر الماضي في منطقة بليبيا خاضعة لسيطرة حفتر، لكن وزارة الخارجية الروسية قالت في بيان إنها لا علم لها بأن متعاقدين مسلحين تابعين لمجموعة “آر أس بي” في ليبيا.

أما رئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق عقيلة صالح فقد طلب مساعدة روسية لتدريب قواته بقيادة حفتر، وفق تصريحات له نقلتها وسائل إعلام محلية اليوم الثلاثاء.

وتعهد صالح بأن قوات حفتر ستفرض سيطرتها على حقول النفط والموانئ التي تشهد عمليات عسكرية بين قوات حفتر وسرايا الدفاع عن بنغازي.
وكان دبلوماسي غربي -طلب عدم نشر اسمه- قد صرح بأن روسيا تتطلع لدعم حفتر، على الرغم من أن تركيزها الأولي على الأرجح سيكون على منطقة الهلال النفطي وسط ليبيا، وأضاف الدبلوماسي “من الواضح جدا أن المصريين يسهلون الانخراط الروسي في ليبيا عن طريق السماح لهم باستخدام قواعد عسكرية، ومن المفترض أن ثمة تدريبات تجري هناك في الوقت الحاضر”.

المصدر : وكالات