تعيش قيادة البوليساريو الإنفصالية، منذ عدة أيام، صراعات داخلية قد تفجّر الأوضاع بمخيمات تندوف في أية لحظة، وذلك بسبب خلافات كبيرة حول مناصب في ما يسمى “وزارة الخارجية” و”السلك الدبلوماسي”.
وحسب مصادر من داخل المخيمات، فإن البوليساريو تعيش على وقع خلافات قوية، تهدد بتحولها إلى صراعات عنيفة في أي وقت، إذ تدافع كل قبيلة على أبنائها للاشتغال في السلك الدبلوماسي نظرا لما يميز هذه المناصب من امتيازات متعلقة أساسا بكثرة السفر والتنقل والابتعاد عن حياة المخيمات، والاستفادة من تعويضات مادية وغيرها من الامتيازات.
وأضافت المصادر ذاتها، أن مخيمات تندوف على صفيح ساخن، ليس فقط بسبب هذه التعيينات المرتقبة، بل بعد تسجيل تراكمات لمشاكل مختلفة، وخصوصا بعد مقتل الشاب الصحراوي بارا محمد إبراهيم برصاص عسكري جزائري، بالإضافة إلى الأوضاع المزرية التي يعيش فيها سكان المخيمات في وقت تستفيد فيه قيادات الجبهة من المساعدات الإنسانية الموجهة إلى هؤلاء السكان.
ومن المنتظر، حسب وسائل إعلام تابعة للبوليساريو، أن تعلن هذه الأخيرة عن عن التغييرات المرتقبة في ما يسمى “السلك الدبلوماسي الصحراوي”، خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بعد عودة زعيم البوليساريو إبراهيم غالي من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت المصادر ذاتها أن مجموعة من ما يسمى “الدبلوماسيين الصحراويين” لا يزالون في حالة بطالة بداخل مخيمات تندوف، ويطالبون بالإسراع بعودتهم إلى مناصبهم، في حين أن قيادات من الجبهة، يدافعون عن أسماء جديدة من مختلف القبائل الصحراوية، في محاولة منهم الضغط على قيادة البوليساريو لتعيين أبنائهم في ما يسمى “السلك الدبلوماسي”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، التقى زعيم البوليساريو إبراهيم غالي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، وقد تحدث الجانبان عن انسحاب البوليساريو من منطقة الكركرات، كما طالب غوتيريس من غالي ضرورة التزام الجبهة بوقف إطلاق النار، محذرا إياه من المواجهة مع المجتمع الدولي، وفق ما تم تسريبه من اجتماع الجانبين.