نشرت اليوم جريدة القدس العربي مقالا تفضح فيه مواقف حكام الجزائر “المجوس”  الذين جعلوا الجزائر الفرنسية عبارة عن “سرطان مكروه ” في شمال إفريقيا كما جعلوها “أضحوكة الدول” رغم نفطها وغازها………إقرأ تفاصيل الخبر ورأي الجريدة المنشور اليوم

——————

 

الجماعات «التكفيرية» التي ستتصدى لها إيران والجزائر

رأي القدس

| القدس العربي

31-03-2017

خلال زيارة هذا الأسبوع للجزائر التقى وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني رضا صالحي أميري مسؤولين كبارا بينهم رئيس الوزراء الجزائري الأربعاء الماضي، وقبله رئيس البرلمان ووزير الثقافة ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى وتبادل المسؤولون من البلدين المجاملات الدبلوماسية المعهودة لكن بعض التصريحات تثير التساؤل والرغبة في التفحّص عن معانيها الحقيقية، ومن ذلك ما أعلنه المسؤول الإسلامي الجزائري بو عبد الله غلام الله الذي قال إنه اتفق مع أميري على عقد «لقاءات بين علماء البلدين بهدف بحث سبل التصدي للجماعات التكفيرية والمتعصبة»، وكذلك تصريح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي قال إن إيران كالجزائر «تصدت للتيارات التكفيرية والمتشددة»، وهي تصريحات وافق عليها المسؤول الإيراني الذي أضاف إن التواصل بين البلدين «سيكون له أثر كبير في المواجهة التي يشهدها العالم الإسلامي ضد الإرهاب».
ترتبط الخلفية السياسية لتوافق الجزائر وإيران بقضايا عربية شائكة لا يمكن إدخالها كلها من سمّ الإبرة «التكفيرية» وحدها التي صارت يافطة تثير القرف والاشمئزاز لشدّة تلاعب الأنظمة العربية الغاشمة، وإيران، بمعانيها وتأويلاتها.

 

تقف على رأس هذه القضايا ملفّات سوريا واليمن والعراق، وتقبع في خلفيّتها المضمرة، مشاكل الجزائر وإيران الداخلية القابلة للانفجار، وإضافة إلى محاربة «التكفير» و«التشدد» ترفع الجزائر، حينما تريد، شعار ضرورة «الحل السياسي» في مواقع النزاع العربية ـ الإيرانية المذكورة، وهو شعار شديد الخواء حين تكون الجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي تسمح للأسطول العسكري الروسي بالتزود بالوقود في طريقه لقصف المدنيين في سوريا، وبذلك تصبح ترجمة «الحلّ السياسي» عمليّاً، دعم القصف الروسي، وفي خلفيته التدخّل الإيراني في سوريا وأرجاء المشرق العربي كلّها.
من مفارقات الموقف الجزائري أيضاً العمى السياسي عن دعوات الميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية الشيعية «التكفيرية» لخصومها الطائفيين، و«تشددها» المذهبي و«إرهابها» للمدنيين ولخصومها الدينيين والسياسيين، وعنفها وانتهاكاتها ليس ضد من تعتبرهم خصومها التاريخيين من السنّة فحسب، بل كذلك لخصومها السياسيين من الشيعة الذين يختلفون مع تأويلات إيران المذهبية أو السياسية، أو يتصارعون معها على الغنائم فحسب.
في موقعها الجغرافي البعيد عن مواقع الصراع الملتهبة، ومن حيثيات النكاية المعروفة مع الأنظمة الملكية العربية، تشهد الجزائر استنقاع قيادة هرمة تقتات على منظومة أيديولوجية آفلة وصدئة تريد أن تقنع نفسها بأن القيادة الروسية الحالية هي وريثة الاتحاد السوفييتي (رغم أن النخبة الروسية الحاكمة تعبّر بصراحة عن بغضها لكل الثورات، بما فيها الثورة الروسية الكبرى التي غيّرت العالم عام 1917، والأكيد أنها كانت ستكون ضد ثورة الجزائر ضد فرنسا لو حصلت اليوم)، وأن إيران التي تفكّك العالم العربيّ على أسس مذهبية (وتعمل على ذلك في الجزائر نفسها) هي دولة تتصدّى لـ»الامبريالية»، وأن جزّاراً دموياً كبشار الأسد هو رئيس «ممانع»، وأن الحوثيين، الذين هم جماعة سلفيّة متطرّفة مسلحة (وهو ما ينطبق على فرضيتها حول التكفيريين والمتشددين والعصابات الإرهابية) يشكّلون «الشرعيّة السياسية» في اليمن.
بعدّة نظريّة وأيديولوجية كهذه لا يشعر المرء بالتفاؤل أبداً لا حول وضع الجزائر الداخليّ (التي تشكو قنواتها الإعلامية من استفحال التشيّع والصراعات بين الأباضيين والسنّة، والأمازيغ والعرب، وعتاولة العلمانية الاستئصالية ومتطرّفي الإسلامية الجهادية الخ…)، ولا وضع البلاد الخارجي، من دعم «البوليساريو» ضد جارته الأقرب إليه المغرب، إلى الاصطفاف السياسي الغريب مع إيران وروسيا ضد «الإمبريالية» التي تجد دولها الكبرى حضناً دافئاً جزائرياً، فتستقبل فرنسا الرئيس المزمن المرض، وتستقبل بنوك سويسرا الأموال الفاسدة المهرّبة، وتنفتح الأبواب على أوسعها للأمريكيين!

 

المصدر: جريدة القدس العربي

الرابط: http://www.alquds.co.uk/?p=696905&device=phone

هدى بريس.أحمد الصالحي

 

Bewaren

Bewaren