قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون الأحد إن روسيا تتحمل مسؤولية غير مباشرة عن سقوط قتلى مدنيين في سوريا الأسبوع الماضي إثر هجوم بغاز سام أعقبته أول غارة أميركية على موقع للنظام.

وفي حين اجرى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون محادثات هاتفية السبت مع نظيره الروسي سيرغي لافروف وينوي زيارة موسكو في الايام القادمة، أعلن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون السبت الغاء زيارته الى روسيا التي كانت مقررة الاثنين، بسبب “التطورات في سوريا التي غيرت الوضع جذريا”.

وردت الخارجية الروسية الأحد بأن قرار جونسون يظهر عدم فهم للأحداث في سوريا.

وقتل 86 شخصا على الأقل في الهجوم الذي تقول واشنطن إنه نفذ بأسلحة كيمياوية في خان شيخون الخاضعة لسيطرة المعارضة بسوريا. ودفع الهجوم الولايات المتحدة إلى إطلاق 59 صاروخا على قاعدة جوية سورية تقول إن الهجوم انطلق منها.

وتنفي دمشق وموسكو مسؤولية القوات السورية عن هجوم الغاز لكن الدول الغربية رفضت تفسيرهما وهو أن المواد الكيماوية تسربت من مخزن أسلحة تابع لمقاتلي المعارضة بعد ضربة جوية.

وحذرت روسيا من عواقب وخيمة للضربات الصاروخية الأميركية بالمنطقة. وجعلت الضربات واشنطن على خط مواجهة مع روسيا التي أرسلت مستشارين إلى سوريا لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد حليفها الوثيق.

وانتقد وزير الدفاع البريطاني دعم روسيا للأسد واصفا الهجوم الكيمياوي بأنه جريمة حرب وقعت “تحت أنظارها”.

وكتب فالون في صحيفة صنداي تايمز يقول “روسيا مسؤولة مسؤولية غير مباشرة عن سقوط كل قتيل مدني الأسبوع الماضي”.

واضاف “إذا كانت روسيا تريد ألا تتحمل مسؤولية هجمات في المستقبل فإن (الرئيس) فلاديمير بوتين بحاجة لتفعيل الالتزامات وتفكيك ترسانة الأسد من الأسلحة الكيمياوية إلى الأبد والتواصل بشكل كامل.”

وكان وزير الخارجية البريطاني اعلن السبت في بيان “أولويتي الان هي ان أتابع الاتصال مع الولايات المتحدة ودول أخرى قبل اجتماع مجموعة السبع في 10 و11 نيسان/ابريل بهدف تنظيم الدعم الدولي المنسق لوقف ميداني لاطلاق النار وتكثيف العملية السياسية” في سوريا.

وقال “تحدثت بالتفصيل عن هذه المشاريع مع وزير الخارجية تيلرسون. سيتوجه هو إلى موسكو كما هو مقرر وبعد لقاء مجموعة السبع يمكنه أن يمرر هذه الرسالة الواضحة والمنسقة إلى الروس”.

وتابع “نأسف لدفاع روسيا المستمر عن نظام الاسد، حتى بعد الهجوم بالاسلحة الكيميائية على المدنيين الابرياء”، داعيا “روسيا إلى بذل كل ما هو ممكن من أجل الحل السياسي في سوريا والعمل مع سائر أعضاء الاسرة الدولية لئلا تتكرر بتاتا الأحداث الصادمة التي وقعت الاسبوع الماضي”.

وردت الخارجية الروسية بأن قرار إلغاء الزيارة يشير من جديد إلى أن الحديث مع بريطانيا لا يجدي نفعا وأن لندن ليس لها نفوذ حقيقي في الشؤون الدولية.

وتدعم واشنطن مقاتلي المعارضة السوريين في خضم الحرب الأهلية التي تشارك فيها أطراف متعددة وراح ضحيتها أكثر من 400 ألف شخص ودفعت أكثر من نصف السوريين إلى ترك منازلهم منذ عام 2011.

وتشن الولايات المتحدة ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق في شرق وشمال سوريا كما يساعد عدد صغير من القوات الأميركية جماعات مسلحة معارضة في البلاد.