قبل المصادقة على التقرير السنوي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بخصوص قضية الصحراء، كشف تقرير سري أن البرتغالي أنطونيو غوتيريس، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، بصدد “تقديم مقترح جديد لحل النزاع”.

هذا التقرير الجديد نُشرت مضامينه وكالة الأنباء الفرنسية اليوم الثلاثاء، وعد فيه الأمين العام الجديد للأمم المتحدة بـ”دينامية جديدة وروح جديدة لحل أطول نزاع في التاريخ المعاصر”، مضيفا أن هذه الدفعة الجديدة من الإجراءات تهدف إلى “التوصل إلى حل سياسي مقبول من الطرفين يتضمن تسوية للخلاف على الوضع النهائي للصحراء الغربية المغربية.

وحسب المصدر نفسه فإن غوتيريس، في أول تقرير له حول قضية الصحراء خلال ولايته، أرجع عدم القدرة على التوصل إلى حل للنزاع إلى “تمسك كل طرف بنظرته وقراءته للتاريخ وللوثائق التي تحيط بهذا النزاع”، مشيدا بـ”قرار المغرب القاضي بانسحابه من منطقة الكركارات”.

وقد دعا غوتيريس في تقريره مجلس الأمن إلى “مطالبة جبهة البوليساريو الإنفصالية بالانسحاب الفوري غير المشروط من منطقة الكركارات العازلة”، معبرا عن قلقه من أن “الوضع الحالي يهدد اتفاق وقف إطلاق النار”. وأوصى الأمين العام للمنظمة الدولية نفسها، في هذا التقرير، بتمديد مهمة بعثة المينورسو لمدة 12 شهرا، إلى غاية 30 أبريل 2018.

يأتي هذا التقرير، الذي وزع على عدد من أعضاء مجلس الأمن قصد مطالعته، في سياق جديد سمته الأساسية تغير الإدارة الأمريكية، وإمساك أمين عام جديد بهذا الملف الحساس، بعد الغضب الذي خلفه سابقه بان كي مون، إزاء طريقة تدبيره للمفاوضات، والاتهامات التي وجهت إليه بالانحياز إلى الطرح الانفصالي.

كما يأتي التقرير في سياق تقديم كريستوفر روس، المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية، استقالته في مارس الماضي، بعد 8 سنوات من الاشتغال على إيجاد حل للنزاع، في انتظار إسناد المهمة إلى شخص آخر، دون أن تحسم المنظمة الدولية بعد في الاسم الذي سيخلف روس.

في المقابل، حرص الأمين العام للأمم المتحدة على “الإشادة بالرد الإيجابي للمغرب على الدعوة التي وجهها للجانبين بالانسحاب من منطقة الكركرات”، مؤكدا على أنه “يظل يشعر بقلق عميق إزاء استمرار تواجد عناصر مسلحة من جبهة البوليساريو بهذه المنطقة، وإزاء التحديات التي يمثلها وجود هذه المنطقة العازلة”.