رغم محاولات لقطاء نظام الجزائر الحركي المشلول،إنظم حزب العمال الديمقراطي الاجتماعي السويدي، الذي يقوده رئيس الوزراء ستيفان لوفن، إلى صفوف الفعاليات الدولية التي ترفض الاعتراف بما يسمى “الجمهورية الصحراوية”، إذ قدمت طلبات من أجل الاعتراف بها أثناء انعقاد مؤتمره الأخير، لكنها قوبلت بالرفض.

 

مؤتمر حزب العمال الديمقراطي الاجتماعي السويدي، الذي انطلق يوم السبت الماضي، ويستمر حتى غد الأربعاء، وحضرت فعالياته كل من أمينة بوعياش، سفيرة المغرب بالسويد، إلى جانب المستشارة السياسية للسفارة، رفض أعضاؤه بالإجماع الاعتراف بالمقترح القاضي بالاعتراف بما يسمى “الجمهورية الصحراوية” الوهمية.

 

تاج الدين الحسيني، الخبير في العلاقات الدولية، أكد أن الحزب الاشتراكي السويدي مكون أساسي في البرلمان السويدي، مفيدا في تصريح لهسبريس بأنه ومنذ 2012 كانت هناك عدة محاولات من أجل أن تعترف الحكومة السويدية بالبوليساريو، ليس فقط كحركة تحرير، لكن كدولة، وزاد موضحا: “أصبح يضرب المثل بأن السويد قررت الاعتراف بفلسطين كدولة؛ وبالتالي ينبغي أن تعرف كذلك بما يسمى الجمهورية الصحراوية”.

 

ويرى الحسيني أن عدم قبول الحزب الاشتراكي السويدي الاعتراف بالجمهورية الوهمية يدخل في إطار رفع الغموض الذي تعيشه قضية الصحراء داخل المؤسسة التشريعية السويدية، مردفا: “لأن التساؤلات التي طرحت خلال اللقاءات بين لجنة الشؤون الخارجية ووزيرة الخارجية السويدية كانت تظهر نوعا من الغموض في ما يتعلق بالوضع الحقيقي، إذ كانت تعتبر أن هناك احتلالا، وأنه ينبغي تقرير المصير الذي لا ينبغي أن يتحقق دون الاستفتاء، في غياب معرفة حقيقية بواقع الأمر في ما يتعلق باستقلال المغرب واسترجاعه لأراضيه المغتصبة بشكل تدريجي، وبكون الأغلبية الساحقة من سكان الصحراء تعيش تحت السيادة المغربية وفي ظروف جد عادية”.

 

ويرى الخبير في العلاقات الدولية أن “هذا الغموض يتطلب نوعا من تفادي سياسة الكرسي الفارغ من طرف الدبلوماسية المغربية، سواء منها الرسمية أو الموازية، لإفهام المشرعين السويديين وأقطاب الأحزاب الرئيسية في البرلمان حقيقة الوضع في الميدان”، وفق تعبيره.

 

وأضاف المتحدث ذاته: “الحزب الاشتراكي السويدي صار في هذا التوجه بعد الزيارة الأخيرة لأحزاب اليسار المغربية التي استطاعت أن تقدم نوعا من القيمة المضافة إلى المعلومات عما يجري في المكان؛ وهو ما أدى إلى هذا التطور الإيجابي”، مشددا على أنه “لا ينبغي الاقتصار على الحزب الاشتراكي، بل يجب التوجه نحو الأحزاب الأخرى، وخاصة الليبرالية منها، التي لازال بعضها يتمسك بمواقف مسبقة”.

 

 

Bewaren