من الأكاذيب التي يُرَوِّجُ لها الشياتة الكبار للنظام الجزائري هي خرافة ” خوف الحكومة من مقاطعة الشعب الجزائري لتشريعيات 2017 ” … فكما يعرف الجميع أن هناك فرق بين النظام الحاكم الفعلي في الجزائر وبين كراكيز الحكومة الافتراضية التي تظهر أمام الشعب كأنها فعلا مؤسسة من مؤسسات الدولة ، وهي نكتة مضحكة يعرفها شرفاء الجزائر وأحرارهم ، هذه ( الحكومة ) بين قوسين تظهر هذه الأيام وكأنها تخشى عزوف الشعب عن المشاركة في تشريعيات 2017 .
الشياتة الكبار يروجون لخرافة الخوف من مقاطعة الانتخابات :
من كبار الشياتة الذين صنعهم النظام الجزائري المدعو سعد بوعقبة الذي قال في إحدى مقالاته :” يحدث ( في الجزائر ) هذا في عز الأزمة التي تتطلب مضاعفة العمل من طرف الحكومة حتى لا نقع فيما لا تحمد عقباه ! ” وقال في مقال آخر ” تربط الحكومة تحقيق الاستقرار في البلاد بالمشاركة الشعبية في الانتخابات، والحقيقة أن من يربط استقرار الجزائر بالانتخابات، كمن يعقل ناقته بقشة.”
يضحك علينا مثل هذا الصحافي بأنه كاتب معارض للنظام في جريدة تنتمي لجهاز إعلامي أخطبوطي بألف وجه ووجه من صنع النظام ، وهو نفسه ” صناعة مخابراتية جزائرية ” … يمكن أن نلاحظ من كلام بوعقبة السالف ما يلي :
* يقر بوجود حكومة لنظام يحكم الجزائر وبوعقبة هو جزء من النظام وليس من الحكومة ، وهو الذي يظهر للناس أنه ينتقد الحكومة في حين لن يستطيع أن يذكر النظام الحاكم الحقيقي أو ينتقده ، وهو يطالب الحكومة بمضاعفة العمل ، وهي ( أي الحكومة ) شيء لا وجود له أصلا لأن من يحكم البلاد ليس هؤلاء المخلوقات التي تشكل حكومة افتراضية في عالم افتراضي ، ففي بلاد رئيسها لا يُرَى و لا يُسْمَعُ هل من المعقول أن تكون فيها حكومة حقيقية فعالة ؟
* يطلب بوعقبة من هذه الحكومة الافتراضية أن تعمل على تجنيب البلاد ما لا تحمد عقباه … والله إنه الضحك على الذقون ، ألم تصل بَعْدُ دولة الجزائر بكاملها إلى ما لا تحمد عقباه ؟ كل العالم يعرف أنه لم يبق من الجزائر سوى الاسم لأنها أصبحت شبحا فقط لا غير .
* كل العالم يعرف أن الجزائر سقطت وانتهت ، كنا من قبل نقول – تفاؤلا – الجزائر على حافة الانهيار ، واليوم يناقش أحرار الجزائر وشرفاؤها كيف يمكن إخراج الجزائر من الهاوية التي سقطت فيها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، كل عقلاء الجزائر وشرفاؤها يتألمون للفرص التي ضيعها النظام الذي يحكم من وراء حجاب بهذه الحكومات الافتراضية ويتساءلون عن مصير مئات الآلاف الملايير من الدولارات وكيف تبخرت ولم تترك أثرا غير الحسرة وآلام الغُصَصِ المتتابعة.
* يعتبر بوعقبة المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة أو عدم المشاركة فيها سيان فالجزائر ذاهبة حتما إلى عدم الاستقرار ( يقول : الحقيقة أن من يربط استقرار الجزائر بالانتخابات، كمن يعقل ناقته بقشة.) وهو بذلك يضحك على نفسه قبل غيره لأن الحقيقة المُرَّة هي : لا وجود لمؤسسات حقيقية في الجزائر حتى تكون هناك انتخابات تؤثر في استقرار البلاد من عدمه ، فعن أي انتخابات يتحدث هذا الصحافي المخابراتي الذي يتجاهل الأسباب الحقيقية لانهيار كل شيء في الجزائر وفي مقدمتها الاستقرار الذي يتحدث عنه ؟ ألا يسمع عن أخبار الجيش وهو يكتشف مخابئ الأسلحة المتطورة نوعيا ومطاردة الإرهابيين الافتراضيين ( نحن نعلم أن الإرهاب في الجزائر هو صناعة مخابراتية للنظام الحقيقي الذي يحكم البلاد ) ..فالنظام هو الذي يزرع رعب الإرهاب ورعب مقاطعة الانتخابات !!!!
السؤال : هل توجد مؤسسات في الجزائر ؟
الدستور- الانتخابات – البرلمان- المجلس الشعبي الوطني – مجلس الأمة – الحكومة – الأحزاب الخ الخ … كل هذه مُسَمَّيَات لأشياء لا وجود لها في جزائرٍ هي شبح دولة ولادولة . هل يوجد في الجزائر مجلس للشعب أو للأمة ؟ هذا سؤال يجيبك عنه أبسط مواطن جزائري بأن برلمان الجزائر بغرفتيه هو مجرد سوق للشياتة يستعرضون فيه جهلهم وجهالتهم ويتقاضون أجورا على حساب الشعب وتنمية البلاد …
هل توجد في الجزائر حكومة ؟ كذلك الأمر بالنسبة للحكومة فهي مجموعة من الكراكيز تتنطع أمام شاشات التلفزة نسمع لها جعجعة ولا طحين من ورائه…فأوضاع الشعب تزيد تفاقما كلما ظهر أحدهم ليطمئن الشعب ، وكلما استعرض أحد أفراد هذه الحكومة الافتراضية مشاريع وهمية أمام الشعب إلا وجاء غيره من نفس الحكومة وتناقض معه وزاد في تصعيد البلبلة وانتشارها .
ليس في الجزائر مؤسسات بل مؤسسة واحدة هي مؤسسة العسكر :
ليس في الجزائر مؤسسات كما نقول ونردد ، هناك مؤسسة واحدة ووحيدة هي مؤسسة العسكر فقط لا غير، والباقي مجرد أجهزة شكلية لتوهيم الناس داخليا بأن البلاد تشبه بقية بلدان العالم وهي ليست سوى مجموعة من الأجهزة الصورية لن تستطيع رفع بصرها أمام المُكَرَّشِين من جنرالات العسكر الحاكم الفعلي في الجزائر ..
من السخافة والعبث الفكري أن ندعي أن في الجزائر مؤسسات .في الجزائر عسكر انقلب على الحكم المدني في 15 جويلية 1961 بما يسمى البيان رقم 1 الذي أصدره بومدين قائد الجناح العسكري في الثورة الجزائرية الذي انقلب به على الحكومة المؤقتة برئاسة يوسف بن خدة.. وإن الذين يتحدثون عن المؤسسات في الجزائر بعد البيان رقم واحد الذي أصدره بومدين ، الذين يتحدثون عن المؤسسات بعد هذا التاريخ المشؤوم لا يعرف الجزائر ولا يعرف من يحكم الجزائر أو إنهم يستحمرون الشعب الجزائري ويستبغلونه ، إن الجناح العسكري في الثورة هو الذي أمسك السلطة بيد من حديد – ولايزال – وخطط لتصفية كل من شم فيه رائحة الميول لبناء دولة جزائرية مدنية تعددية ديمقراطية بعد الاستقلال ، في الجزائر مؤسسة واحدة هي مؤسسة العسكر الذين جعلوا من الجزائر دولة شمولية بدون مؤسسات مدنية وإن كانت فيها أسماء بعض المؤسسات فهي صورية شكلية مسرطنة بالعسكر حيث نجد في كل ركن من أركان الدولة أو مكتب من مكاتبها رجلا للمخابرات العسكرية الجزائرية هو الوحيد الآمر الناهي والحاكم بالمطلق أما الآخرون فهم مجرد واجهات مدنية بئيسة فكريا وسلطويا … في الجزائر مؤسسة عسكرية حاكمة وحدها تعمل على نشر الديماغوجية المبنية على الترهيب والترعيب ، عسكر سرق الثورة والثروة وجثم على صدر الشعب ولا يزال ، عسكر ينشر تربية الخوف المستدام من الاستعمار ومن المجهول ومن أعداء الخارج الوهميين حتى يبقى جاثما على صدور الشعب .عسكر صنع الإرهاب ليفزع به الشعب ويجعله مبررا للدكتاتورية القائمة فعليا…فلماذا لا ينشر الصحافيون أمثال بوعقبة حقائق من مثل : أن نصف واردات الجزائر هي من السلاح سنويا ؟ لماذا لا ينشر حقيقة أن الجزائر تستحوذ على 46 % من واردات السلاح بالنسبة لعموم إفريقيا ؟ أي إن عسكر الجزائر يحمي نفسه باستيراد حوالي نصف ما تستورده كل الدول الإفريقية من السلاح . فمن أجل ماذا ومن يستورد النظام الجزائري هذا الكم الهائل من السلاح سنويا ؟ لقد وعى الشعب الجزائري أن العدو الخارجي المفترض الوهمي الذي يروج له العسكر أكاذيبه غير موجود وليس عدوا بل هو مجرد تبرير كاذب لِيُقَوِّيَ النظامُ الحاكم نفسه بالسلاح ضد الشعب الجزائري وليس ضد أي عدو آخر .
هل صحيح أن النظام الجزائري مرعوب من مقاطعة الشعب لتشريعيات 2017 ؟
ينشر النظام الحاكم من خلال بيادقه في الحكومة الصورية أن المقاطعة أوعدم المشاركة في تشريعيات 2017 هي خطر على البلاد ، ينشر ذلك حتى يعمل على تغطية واجهته الحقيقية وهي الواجهة العسكرية التي يحكم بها البلاد وليس قناع الحكم المدني … إن النظام الحاكم يقول بصريح العبارة : ” أيها الشعب الجزائري إننا نعطيكم الفرصة لتحكموا البلاد حكما مدنيا من خلال ديمقراطية نحن الذين اخترناها لكم كما اخترنا آلياتها ( الصورية طبعا ) وأنتم ترفضون ذلك بعدم المشاركة في هذه الفرصة الانتخابية التي مَنَحْنَاهَا لَكُمْ ( تَصَدّقْنَا بها عليكم ) فحذاري من عدم الدخول في اللعبة التي صنعناها لكم ” .هذا هو المعنى الخفي لتحذير الناس من مقاطعة الانتخابات ، والحقيقة أن النظام لا يخاف من مقاطعة الشعب الجزائري لهذه الانتخابات وهو ليس مرعوبا من هذه المقاطعة أصلا لأنه نظام له آلياته الخاصة التي حكم بها البلاد والعباد منذ 55 سنة وسيحكم بها إلى الأبد ، هذا النظام يحكم بوسائل جربها منذ انتفاضة أكتوبر 1988 وهي الرصاص والدبابات ، وهي الوسائل التي من أجلها ينفق أموالا تقدر بنصف جميع وارداته السنوية ، وتقدر بمبلغ يساوي نصف المبلغ الذي تنفقه عموم دول إفريقيا في استيراد السلاح ، وللمزيد من التوضيح فإن سياسة النظام في استيراد الأسلحة لا تزال هي هي رغم انخفاض المدخيل المالية نتيجة انهيار سعر النفط في العالم ونحن في عام 2017 !!!!
عود على بدء :
قبل الحديث عن أي انتخابات يجب أن نعرف أن النظام الجزائري العسكرتاري الذي اغتصب السلطة في الجزائر منذ 55 سنة يجب أن يُحَاكم لأنه :
1) قتل ربع مليون جزائري وشرَّدَ أكثر من نصف مليون عائلة ولايزال أكثر من 40 ألف مختفي مجهول المصير ؟ هذا بالإضافة إلى التسبب في إصابة شعب يقدر بــأكثر من 38 مليون نسمة بالرعب والهلع الأبدي والإضطرابات النفسية المتنوعة التي قد تستمر معاناتها عشرات السنين ، مأساة العشرية السوداء لا تقاس إلا بجرائم هتلر ضد اليهود وبول بوت زعيم الخمير الحمر المسؤول عن قتل مليون ونصف من الشعب الكمبودي .
2) أين الجنرال خالد نزار وغيره من الجنرالات المسؤولين عن مجازر بني علي والرايس وبن طلحة وسيد العنتري والرمكة وحد شكالة وغيرها من المجازر التي عربد فيها الجيش الجزائري بالذبح والتنكيل تحت قيادة الجنرال خالد جزار وغيره من الجنرالات الذين ولغوا في دماء الشعب الجزائري ؟ فهؤلاء ومن خَلَفُوهُم هم الذين يعتبرون لحد الساعة العمود الفقري للنظام الحاكم في الجزائر ، فهل يمكن أن ننتظر منهم ديمقراطية في الجزائر ؟
3) قبل الحديث عن أي انتخابات رئاسية أو تشريعية يجب على الصحافة والنخبة المثقفة إن كان هناك صحافة ونخبة مثقفة أن يعملوا ليل نهار وبدون كلل ولا ملل على المطالبة بعدالة انتقالية ومحاسبة المجرمين المسؤولين عن تلك المجازر بل يجب أن يُعْرَضُوا على محاكم دولية لأنهم ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية .
4) يجب محاسبة هذا النظام على ضياع مئات الآلاف من الملايير من الدولارات طيلة 55 سنة وحالة البلاد لاتزال ونحن في عام 2017 – متخلفة على جميع المستويات ، ويعلم ذلك أعداء الشعب الجزائري من الشياتة الكبار في الداخل قبل أصدقائه في الخارج لأن عورة الجميع قد انكشفت .( من العار أن يكون أكبر هَمِّنَا حبة بطاطا وشكارة حليب ) ونحن دولة نفطية وغازية منذ 55 سنة .
هذا ما يجب الخوض فيه ضد هذا النظام غير الشرعي ، هذا النظام المجرم السفاح والسفيه الذي اغتصب الحكم منذ 55 سنة ، وليس تزكيته بالدفاع عنه بصفة غير مباشرة وكأنه نظام شرعي يسعى فعلا لإقامة دولة مدنية تعددية ديموقراطية ، ونُرَوِّجُ الأكاذيب بأنه يخشى مقاطعة الشعب للانتخابات التشريعية 2017 …
إن ما يحز في النفس هو اصطفاف بعض الذين يعتبرهم الشعب الجزائري معارضة تدافع عن المصالح العليا للشعب الجزائري، يصطفون مع النظام الحاكم الفعلي للجزائر ويستعرضون عضلاتهم النقدية ضد الحكومة الصورية الافتراضية مما يؤكد أنها معارضة صورية تعكس حالة الحكومة الصورية ، وهذه حال صحافة المعارضة الداخلية الصورية البئيسة التي تقتات من مأساة الشعب الجزائري في الجزائر العميقة ..
حسبنا الله ونعم الوكيل في كبار الشياتة الذين صنعهم النظام الجزائري ومخابراته المتآمرين ضد المصالح العليا للشعب الجزائري المنتشرين بيننا كمعارضين للحكومة وهم ألد أعداء الشعب الجزائري لأنهم يمددون عمر النظام الجاثم على صدر الشعب ويبحثون له عن شرعية يفتقدها منذ 55 سنة بالنصب على الشعب بكونهم ينتقدون وزراء ( الحكومة )..

 

سمير كرم خاص