قالت صحيفة (البيان) الإماراتية، في عددها الصادر اليوم الإثنين، إن المندوب الفنزويلي في الأمم المتحدة، راميريز كارينيو، ذهب في اتجاه يتناقض مع التوجه الأممي في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، مشددة على أن فنزويلا “تصدر أزمتها إلى الصحراء المغربية”.
 
وأكدت الصحيفة، في مقال ضمن ملف خصصته للصحراء المغربية، أن فنزويلا “تحاول أن تصدر أزمتها السياسية والاقتصادية للخارج وتفتعل مواقف عبثية في القضايا الدولية”، مشيرة إلى أنه ، “بعد تفريطها بثروات وأموال شعبها لا يبدو من المجدي لها الحديث عن الصحراء المغربية وجهود التنمية فيها، بل الأولى بها أن تلتفت لحل مشاكل الفقر والأمراض المتفشية فيها”.
 
واعتبرت أن “من مفارقات الأداء السياسي لبعض الدول أن تكون غارقة في الأزمات وتتحدث عن أزمات بعيدة عنها آلاف الأميال، حيث تخرج المواقف عاجزة عن ستر الأهداف الحقيقية، والتي ليس أقلها تصدير الأزمات وحرف الأنظار”.
وذكرت الصحيفة برد سفير المغرب في الأمم المتحدة عمر هلال على مندوب فنزويلا في الأمم المتحدة، ولاسيما في ما يتعلق بحقوق الإنسان والتنمية، بقوله إن “الرباط خصصت للصحراء المغربية أكثر من سبعة عشر مليار دولار لعشر سنوات، من أجل إقامة المشاريع والاستثمارات الصناعية وتأهيل الموانئ واستخراج الثروات، التي تخلق بشكل مباشر أكثر من 120 ألف فرصة عمل، وهو ما يضمن للصحراء تنمية مستدامة ” .

وأضافت أن السفير المغربي لفت الانتباه إلى أن “الرجال والنساء والأطفال بالصحراء المغربية، يتوفرون على كل ما يحتاجون إليه، ولا يعبرون الحدود للحصول على المواد الغذائية، كما هو الحال في فنزويلا حاليا”.
 
وقالت الصحيفة إن الدبلوماسي المغربي عبر عن استغرابه “للدعوة التي أطلقها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو للحصول على مساعدة إنسانية من الأمم المتحدة، والتي يقر من خلالها بالفشل الذريع لنظامه، في وقت تتوفر فيه البلاد على النفط والغاز”، واصفا هذا الطلب ب”الدليل على إفلاس حكومته، وخصوصا دبلوماسيته”. 

 
كما أبرزت رد الفعل المغربي الرسمي المتمثل في استدعاء القائم بالأعمال الفنزويلية بالرباط، بهدف التعبير عن الاحتجاج على هذا الموقف، وتذكير فنزويلا -تقول الصحيفة – بأن “من بيته من زجاج لا ينبغي أن يرمي الحجارة على بيوت الآخرين”. وحسب الصحيفة، فإن هذه ليست المرة الأولى التي استهدفت فيها فنزويلا المغرب، وذكرت بإغلاق المملكة المغربية لسفارتها في فنزويلا في الـ 15 من يناير 2009، بسبب العداء المتزايد للسلطات الفنزويلية تجاه الوحدة الترابية للمملكة، مشيرة إلى الاستثمارات والمشاريع التي أطلقها المغرب في صحرائه والتي تضمن لها تنمية مستدامة دون الحاجة إلى أية جهة كانت .