الآن بدأت افهم لماذا قال أسلافنا “اللسان المبلول ما غالبو ليقول”، فالقيادة الصحراوية يبدو بأن الله حباها بإفرازات فموية من مخاط و لعاب ما يجعل لسانها مبلول بشكل دائم عجيب، فهي لا تنفك عن تكرار نفس الكلام عن تمكنها من تحقيق انتصارات سياسية على المغرب وأنها استطاعت أن تدخل المغرب في عزلة دولية خانقة، لا مناص له للخروج منها سوى بقبول تنظيم استفتاء لتقرير المصير بالصحراء .

 

و آخر تصريحات القيادة الصحراوية بخصوص هذا الموضوع ما جاء في بيانها ليوم الثلاثاء الماضي تعقيبا على تصريح “ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ”، ﻣﺪﻳﺮ ﻣا يعرف بـ “ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ، لقناة “فرانس 24” عن التحاق أكثر من 100 شاب صحراوي من المخيمات بتنظيم “داعش”، حيث قالت قيادتنا بالحرف: “ﺃﻥ ﻟﺠﻮﺀ  ﺍﻟﻤﻐﺮﺑ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺮ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﻟﻄﺔ ﻫﺬﻩ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﻮﺟﻮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻌﻨﺘﻬﺎ ﻭﻋﺮﻗﻠﺘﻬﺎ ﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﺃﻭ ﺇﺧﻔﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﺃﻭ ﻟﻠﺘﻐﻄﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺄﺯﻣﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ “.

 

بالله عليكم، من يوجد اليوم في مواجهة مع المنتظم الدولي، أليست قيادتنا المهددة خلال اليومين القادمين بصدور توصية لمجلس الأمن تطالبها بالخروج من منطقة “الكركرات” دون شرط و مع تحديد سقف زمني لتنفيذ الانسحاب؟… ألم يستطع المغرب الرجوع إلى الاتحاد الإفريقي في وقت قياسي بعدما حشد أغلبية مريحة لمطلبه، في الوقت الذي ظل فيه قياديونا يقولون باستحالة العودة؟

 

ألم يستقبل ملك المغرب في مقر الاتحاد الإفريقي بشكل استعراضي لدرجة أن زعيمنا خانته فراسته و وقف مع الواقفين؟… أنا لا أمتدح في المغرب بقدر ما أعيب خطاب القيادة الذي يحاول أن يغطي الشمس بالغربال، متناسيا بأن العالم تغير و بأن المعلومة باتت متاحة بنقرة زر على هاتف ذكي.

 

فالذي يوجد في عزلة دولية حقيقية هو نظام الحليفة الجزائر الذي وصل إلى درجة الحضيض بسبب مهزلة “العهدة الرابعة” و الحالة المتدهورة للرئيس بوتفليقة الدي لم يعد قادرا على التحكم في لعابه وغير قادر على التواصل و الظهور، و هو ما جعل الجزائريين البسطاء و معهم العالم يتساءلون من يقود البلاد؟، في ظل واقع خطير يهدد السلم الاجتماعي بهذا البلد بسبب تراجع أسعار البترول و ارتفاع الأسعار و عجز ميزانية الدولة عن توفير بعض المواد كالبطاطا و الموز….و بطبيعة الحال هذا التردي السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي الذي تعيشه الحليفة الجزائر، له انعكاسات مباشرة على الإمكانيات المادية القيادة الصحراوية.

 

الواقع الذي يجب أن تستوعبه القيادة هو أن دولة المغرب باتت أقوى اقتصاديا و أمنيا و عسكريا من أي وقت مضى، و أن تكثير الكلام المبخس لوضع المغرب لن يفيد، بل يجب التحرك قبل فوات الأوان فالمغرب يعيش طفرة لا مثيل لها في علاقاته الخارجية و استطاع أن يخترق قلاعا ظلت إلى وقت قريب من أشرس المدافعين عن قضيتنا، و أقصد هنا دولتي نيجيريا و كوبا.

لن أتكلم عن نيجيريا لأن الواضح بأن حكامها يستعدون لنفض أياديهم من غبار قضيتنا بمجرد البدء في مشروع أنبوب الغاز العابر للقارة، و لكن أتساءل معكم حول أسرار الرحلة السياحية لملك المغرب لجزيرة كوبية التي تحولت إلى صفقة دبلوماسية فاجأت القيادة التي التزمت الصمت، رغم أنها تلقت قبل ذلك تطمينات من طرف السفير الكوبي بالجزائر.

 

فرجوع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب و كوبا بعد قطيعة لأكثر من 37 سنة لا بد و أن يؤدي إلى تراجع كوبا عن مواقفها ضده ، أو على الأقل خفض منسوب دعمها لقضيتنا، هذا ناهيك على أنها الدولة التي لها تأثير بأمريكا اللاتينية، بمعنى أن فنزويلا هي آخر القلاع الصامدة بهذه القارة، و مع ذلك وضعها الداخلي لا يبشر بخير.

 

كما أن توقيع المغرب لاتفاقه مع كوبا داخل أروقة الأمم المتحدة في ظرفية تتسم بمناقشة ملف الصحراء له دلالاته السياسية، كعدم إثارة موضوع القضية الوطنية في علاقاتهما الثنائية و أن تبقى الأمم المتحدة هي الوحيدة المكلفة بإيجاد حل له؟

 

غ.و.م.ح

 

Bewaren

Bewaren