بدأ الشارع المغربي يهتم لما يقع داخل أروقة الأمم المتحدة من صراعات بين المغرب و الجزائر حول ملف الصحراء, و إكتشف كيف أن المملكة المغربية ذهبت لأبعد الحدود في الرد على مناورات الجزائر و خصوم الوحدة الترابية للمملكة، لكن ما يجهله أغلب المغاربة هو أن هذه الإستراتيجية في الرد بشكل مناسب على أي إستفزاز للدبلوماسيين الجزائريين أو غيرهم، سياسة من مهندسيها السيد عمر هلال ,الذي لم يدخل معركة سياسية أو أي نقاش مع خصوم الوحدة الترابية إلاٌَ و كسبهما ،
فإذا كانت وسائل الإعلام المحلية بدأت للتو  بتسليط الضوء على وقائع حديثة العهد , فإن مواجهات أخرى مثيلة لها وقعت في الماضي القريب ولم يتم الإعلان عنها ، و منها ما يستحق أن نعود إليه بالتفصيل!

فبالرجوع لوثيقة   (http://bit.ly/1Q58G3R  )  مُسربة عن الدبلماسية المغربية تؤرخ لنقاش حاد دار بين كل من سفير  المغرب السابق لدى الأمم المتحدة بجنيف (عمر هلال ) و نظيره الجزائري ، في الدورة الخامسة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان ، سنستنتج بأن موقف المغرب اليوم بالإنتقال من الدفاع للهجوم و التصعيد في اللهجة آتجاه ليس وليد اليوم بل جاء عبر عدة مراحل ,
، عمر هلال في بداية مُداخلته خاطب رئيس الجلسة قائلا :” ليس بنية التَهجٌُم أخدت الكلمة للرد على ” فوبيا المغرب ” المًتجلية في كل مداخلات السفير الجزائري ، الذي قام هو و لجنته بمُُقاطعتي على الأقل 5 مرات لمنعي من شََجب إنتهاك حقوق الإنسان بالجزائر ، و بالرغم من ذلك فأنا أعذره لأنه مُتعود على تقييد الحريات و الرقابة في بلده و من جهة أخرى لابد أن السفير الجزائري لاحظ بأن الوفد المغربي لم يُقاطعه مع أنه خرج عن الموضوع , متقيدين بأخلاقيات الدبلوماسية و إحتراما منا لهذا المجلس “، السفير المغربي تابع قَوله بأنه :”يَجبُ على سفير الجزائر يأن يعلم بأنه بإستحضاره للصحراء فهو يعتدي على المغرب و بأن أي إدعاءات حول إنتهاكات مًزعومة لحقوق الإنسان في الصحراء سنعتبرها إساءة للمغرب كله ، أن تسيء للعيون هي إساءة للرباط و إذا كذبت بخصوص الداخلة تكون قد كذبت بشأن طنجة و إفترائك على سمارة هو إفتراء على فاس ، فالتراب المغربي غير قابل للتجزئة شأنه شأن الشعب المغربي بوقوفه ضد عدوانية الدبلوماسسية الجزائرية التي أسرفت فقط في السنتين الأخيرتين أزيد من 700 مليون دولار (موجهة ضد المغرب) ، سفير الجزائر عليه أن يعلم بأن أي إعتداء شفهي على المملكة المغربية سيليه رد فوري و مُناسب و شامل لأوضاع حقوق الإنسان بالجزائر لأن كرامة أي مواطن مغربي ليست أقل قُدسيتاً من كرامة الجزائري ,و لا يَجب إعتبار موقفنا هذا عداءً مِنَّا أو حقد بل فقط إلتزام بسيط للإحترام المتبادل “،،

مُداخلة السفير المغربي التي أربكت نظيره الجزائري و أخرجته عن صوابه لم تنتهي عند هذا الحد بحيث واصَل مخاطبته بشكل مُباشر قائلاً :” أشكر زميلي السفير بكذبه بخصوص ما أسماه خروقات لحقوق المُهاجرين الأفارقة و أذكره بأن المغرب قام بتسوية أوضاع الألاف منهم و إدماجهم فهل لذى الجزائر الشجاعة بأن تُقدم على نفس الشيء ،? الجواب طَبعاً لا ، فحتى اللاجئون السوريون الفارون من صراعهم الدرامي محرومون من الشفقة, و الحدود المُغلقة مع المغرب من طرفهم مند عشرين سنة لم تُفتح إلا في وجه هؤلاء اللاجئين من أجل طردهم إلى المغرب ،
لابد أن السفير الجزائري سسيحاول تكذيب ما قُلتُه لهذا أدعوه للتوجه لمجلس حقوق الإنسان الذي يمتلك كل الأذلة التي تؤكد هذا الطرد .

و في أخر خطابه تأسف السيد عمر هلال عن عدم إمتلاك السفير الجزائري الشجاعة للرد عن ما ورد في مُداخلته السابقة بخصوص أقليات القبائل و الإنتهاكات في كل من غرداية و مزاب و تصفيية صحراويين برصاص الجيش الجزائري بعد مُحاولتهما الهروب من تندوف ، و ختم كلامه بقوله “أتفهم صمته و حيرته , فهي تَعابير تعكس مرض التوحد الذي تعاني منه السلطات الجزائرية “