أولا يجب التفريق بين النظام الجزائري وحكام الجزائر (عسكر وشياتة الحكومة)  من جهة والشعب الجزائري الحر الأبي المغبون والمقهور والمظلوم من جهة أخرى ، ذلك وهو الذي نحاول إثارة نخوته ليتخلص من هذا النظام المجرم السفيه  … فالشعب الجزائري لا علاقة له بالنظام وشياتة النظام .

أولا : هل يمكن اعتبار حكام الجزائر كائنات بشرية ؟

والله إني أشك في ذلك …

 لا يمكنك رؤية المستقبل، دون أن تكون قد نظرتَ طويلاً في الماضي لتُدْرِكَ كيف وصلتَ إلى هذه اللحظة….ولحظة النظام الجزائري في 2017 كارثية بجميع المقاييس ، انهيار كل شيء في الجزائر وعلى جميع الأصعدة وعلى رأسها انهيار المعنويات إلى الحضيض بانهيار أسعار المادة الوحيدة التي كان يقتات منها النظام وهي النفط ، والنظام كان ولا يزال لا يملك أي نظرة مستقبلية فهو قريب جدا إلى مخلوقات أخرى غير الجنس البشري .. إذن من حقي أن أشك أنه كائن ينتمي للبشر ….كيف ذلك ؟

ثانيا : كيف كان الإنسان والحيوان قبل عشرات آلاف السنين وكيف أصبحوا ؟

كان الإنسان قبل عشرات آلاف السنين لا شيء يميزه عن أتفه الحيوانات والحشرات ، كان لا يؤثر في محيطه ، لكن الإنسان اليوم أصبح يتحكم في كوكب الأرض بنسبة كبيرة ويتطلع لكواكب أخرى ..  فأي شيء كان يميز الإنسان عن الحيوانات والحشرات حتى جعل الإنسان يتطور والحيوانات والحشرات تبقى في أدنى سلم تطور المخلوقات ؟

 

1)  مبدئيا في العمل الفردي لا يوجد فرق بين الإنسان من جهة والحيوانات والحشرات من جهة أخرى ، بل ظهر تطور هذه المخلوقات جميعا بما فيها الإنسان في العمل الجمعي أي في التعاون فيما بين أفراد كل نوع من المخلوقات على حدة ، مثلا التعاون بين النحل فيما بينهم وكذا االتعاون بين أفراد الجنس البشري ، بمعنى أن التطور جاء من خلال التعاون الجمعي وليس العمل الفردي .

 

2)  طبعا كلنا يعلم أن النحل مثلا ظهرت قيمته الكبرى في سلوكه كجماعات وليس في سلوكهم كأفراد ، لكن السؤال : لماذا بقي مجتمع النحل يدور في حلقة واحدة منذ الأزل إلى الآن ولم يتطور رغم أنه كان يعمل متعاونا في جماعة منظمة ؟ الجواب : إن جماعة النحل كان  تعاونها نمطيا  صارما ومنضبطا وغير مرن في حين كان تعاون البشر فيما بينهم مرنا ، هذه المرونة في التعاون بين الجنس البشري هي التي أعطتهم فسحة كبيرة من الخيال فتحرر الإنسان بعقله وخياله من الواقع المرئي الموضوعي بينما ظل النحل والنمل مثلا سجين التعاون الجمعي النمطي المنضبط والصارم لأنه تعاون غريزي بسلوك مادي موضوعي ، ولأننا نحن البشر نعيش في عالمين متوازيين، بينما تعيش الحيوانات في العالم الواقعي المادي فقط. عالمها يتكون من “الكينونات الموضوعية” كالبحار والأنهار والجبال. ونحن أيضاً نعيش في عالم موضوعي فيه البحار والأنهار والجبال ولكننا قمنا عبر العصور ببناء عالم آخر من الواقع الخيالي، مكوّن من الآلهة والمال والحقوق والأمم وغيرها. ومع مرور الزمن، أصبح هذا الواقع الخيالي أكثر قوة من الواقع المادي .

 

3)  انطلق الإنسان بخياله المنبثق من عقله إلى عالم التطور السريع جدا وكانت الثقة فيما بين البشر وبعضهم  البعض فيما تواضعوا عليه…. مثلا : كلنا يعلم أن الورقة المالية الخضراء من فئة 100 دولار هي شيء لا قيمة له في حد ذاتها كورقة  لكن الانسان بخياله أولا  واتفاقه على أن تكون لهذه الورقة قيمة وبذلك ثانيا بكل ذلك قفز الإنسان قفزة نوعية من عالم الحيوانات والحشرات المغرق في الموضوعية والواقعية إلى عالم الخيال الذي أعطى للإنسان قيمة نوعية غزا بها  الأرض ويمكن أن يغزو بها الكون في المستقبل …

إذن أصبح الإنسان بتعاونه الجمعي المرن المتحرر من الواقع الموضوعي واستعمال خياله الخصب لفهم واقعه فهما جيدا والانطلاق نحو استشراف مستقبله وإبداع حلول ناجعة لمشاكله بعقله وخياله الخصب ، بهذه الخصائص تفوق الإنسان عن الحيوانات والحشرات التي بقيت سجينة عالم موضوعي مغرق في الماديات .

 ثالثا : المؤشرات الدالة على أن حكام الجزائر هم أقرب للحشرات منهم إلى الإنسان ؟

هناك مؤشرات قوية على أن حكام الجزائر يفرضون على الشعب نمط عيش النمل ، وسنذكر منها بعض المؤشرات لأنهم سجنوا أنفسهم في الجري وراء تحقيق أفكار مغرقة في الواقعية والمادية أعمتهم عن تحقيق حاجيات الشعب المستقبلية مثلا :

* النظام الجزائري خدر الشعب الجزائري حتى بقي الشعب سجين فكرة وجوب اعتذار المستعمر الفرنسي على جرائمه أثناء حرب التحرير وغيرها من الحروب مع المستعمر ، وخلال 55 سنة لا المستعمر قدم ذلك الاعتذار الموعود و لا النظام الجزائري طور أساليب تنموية في البلاد للقضاء على أركان التخلف الأبدي .فبقي الشعب الجزائري يساق كالنعاج العمياء والزمن يمر بلا رحمة والطفل يوم استقلال الجزائر قد أصبح شيخا ، والكهول مات جلهم وأصبح من بقي على قيد الحياة في عداد العاجزين عجزا مطلقا ، وبقي تخلف الجزائر هو سيد الموقف ، والسبب هو انغلاق التعاون بين أفراد المجتمع الجزائري في دائرة مغلقة تشبه دائرة النمل والنحل التي لا تتمتع بفسحة المرونة التي تميز التعاون بين بني البشر ، فالنظام الجزائري ظل سجينا في قالب نمطي صارم ومنضبط لا ولم  يستشرف المستقبل أبدا والنتيجة ما وصلت إليه حالة الجزائر اليوم ( أضحوكة سياسية ) ( فقر اقتصادي ) ( تخلف اجتماعي ) ..

* غرور معنوي تضخمت من جرائه أنانية حكام الجزائر فسقط النظام الجزائري صريع مرض تضخم الأنا  ” بل سمنة الأنا ” حتى غطى شَحْمُهَا بصيرتهم فأصبحوا لا ينظرون سوى إلى ذواتهم وإلغاء العالم الخارجي نهائيا ، وهي حالة أقرب إلى العمى الذي أصاب مجتمع النمل الذي يعمل ليل نهار في دائرة مغلقة منذ بدء الخليقة إلى اليوم ولم يتطور مجتمع النمل مثله مثل نظام الجزائر والسبب هو انغلاق التعاون بين أفراد المجتمع الجزائري في دائرة مغلقة وقالب نمطي صارم ومنضبط لا يستشرف المستقبل أبدا والنتيجة ما وصلت إليه حالة الجزائر اليوم ( أضحوكة سياسية ) ( فقر اقتصادي ) ( تخلف اجتماعي ) ..

* تلاحظون أننا لم ننكر على أفراد المجتمع الجزائري أنه يشتغل في تعاون بين بعضهم البعض لكن تعرفون كيف يتم ذلك التعاون … فرغم ملايير الملايير من الدولارات التي اكتسبها النظام الجزائري منذ 55 سنة فإن غريزة الانغلاق على الذات بسبب ” سمنة الأنا ” وترديد أكاذيب إيديولوجية وبعدها أكاذيب ديماغوجية عبر وسائل الصرف الصحي للنظام الجزائري فإنهم – رغم الأموال الطائلة – حرمهم الله من نعمة استشراف المستقبل لذلك فهم لم يفكروا قط في يوم قد تجف فيه آبار الغاز والنفط ولم يفكروا في تنويع مصادر الدخل بل انتظروا حتى نزلت عليهم الطامة الكبرى وتهاوت أسعار النفط إلى الحضيض وها هم اليوم يطحنون الهواء والتخاريف  فوق رؤوس الشعب الجزائري والسبب هو ما قلته سابقا ألا وهو انغلاق التعاون بين أفراد المجتمع الجزائري في دائرة مغلقة وقالب نمطي صارم ومنضبط لا يستشرف المستقبل أبدا والنتيجة ما وصلت إليه حالة الجزائر اليوم ( أضحوكة سياسية ) ( فقر اقتصادي ) ( تخلف اجتماعي ) ..

* حينما فكر بعض أحرار الجزائر في الانعتاق من حالة عقلية النمل هذه ،  أولا  في انتفاضة أكتوبر 1988 وثانيا في الانقلاب على شرعية الانتخابات التي جرت أواخر 1991 فكانت هجمة العسكر على الشعب الجزائري بذبح ربع مليون جزائري ليعيدوا الشعب إلى حالة مجتمع النمل الذي يطحن الفراغ ولا يعرف مستقبله الذي لا يزال غامضا ونحن بعيد انتخابات 4 ماي 2017 التشريعية  … مات ربع مليون جزائري من الشعب ولايزال أكثر من 50 ألف مفقود كل ذلك بسبب مرض بل هوس النظام الحاكم  بضرورة استمرار عيش الشعب الجزائري في انغلاق التعاون بين أفراد المجتمع الجزائري في دائرة مغلقة وقالب نمطي صارم ومنضبط لا يستشرف المستقبل أبدا والنتيجة ما وصلت إليه حالة الجزائر اليوم ( أضحوكة سياسية ) ( فقر اقتصادي ) ( تخلف اجتماعي ) ..

عود على بدء     

قلتُ مسبقا إني أشك في كون حكام الجزائر بشرا لسبب بسيط وهو أنهم يفتقدون لحاسة التعاون بين الأفراد تعاونا مَرِناً ، أي استعمال الخيال البناء الذي به يتطور الإنسان ، أو ما يسمى بالمرونة في التعاون بين الجنس البشري الذي أعطت للإنسان فسحة كبيرة من الخيال فتحرر الإنسان  بعقله وخياله من الواقع المرئي الموضوعي بينما ظل حكام الجزائر كالنحل والنمل سجناء التعاون الجمعي النمطي المنضبط والصارم وبذلك ألغوا العالم ولم يستشرفوا المستقبل حتى نزلت عليهم كارثة انهيار أسعار النفط  وهم في حالة من القحط الفكري والسياسي عمقت الإحساس بالمأساة الاقتصادية والاجنماعية لديهم ، ويكفي أن يروا محيطهم من الذين استعملوا – منذ زمان – عقولهم كبشر وخيالهم لاستشراف المستقبل فجنوا نتائج مُرْضية نسبيا لتحدي مصاعب الحياة اليومية في الألفية الثالثة ، حيث خططوا للمستقبل وبدأوا في حصاد نتائج مخططاتهم المستقبلية على رأسها الانعتاق من الطاقة الأحفورية ( النفط والغاز) والبحث عن الطاقات المتجددة واستغلالها …النظام الجزائري لا يميزه شيء عن الحشرات لأنه لا يؤثر في محيطه ، بل بقي في أدنى سلم تطور المخلوقات كالحشرات ، انكمش النظام الجزائري على نفسه…. مخطئ من يعتقد أن الجزائر لا تزال تؤثر في محيطها فبالأحرى أن يكون لها شأن بين دول العالم ، الجزائر لا تؤثر في محيطها القريب لأن المغرب قد ملأ الساحة الإفريقية شاء حكام الجزائر أم كرهوا.. ظل حكام الجزائر يكذبون على الشعب الجزائري طيلة 55 سنة منها 42 سنة من نزاع الصحراء بأن المغرب معزول دوليا حتى خرج هذا الأخير من قمقمه كالمارد يكتسح قلاعا إفريقية كانت الجزائر تدعي كذبا وبهتانا  أنها تملكها إلى الأبد ، كذلك ها هو المغرب يكتسح شيئا فشيئا أمريكا اللاتينية وقد بدأ بكوبا  حليفة الجزائر في نزاع الصحراء ، فماذا بقي لمجموعة حكام النمل النمطية الجزائرية مما فعلوه طيلة 55 سنة ؟…انكمش النظام الجزائري على نفسه ولم يبق له سوى غريزة العدوانية على محيطه ( آخر مصيبة جزائرية قام بها المدعو عبد القادر مساهل وزير كل شيء حينما اعتبر الأراضي الليبية أرضا مشاعة واخترق حدودها بلا حسيب ولا رقيب ولا إذن من أحد ،  وكأنها أرض من تركة أجداده ، لكنه سمع من الأشقاء الليبيين ما لا يرضيه ).. لكن لماذا لم يبق للنظام الجزائري سوى غريزة العدوانية على محيطه ؟ لأنه يفعل ذلك دفاعا على نمطية العيش التي اختارها للشعب الجزائري الذي يتعاون فيما بينه تعاونا نمطيا  صارما ومنضبطا ليضمنوا البقاء على قيد الحياة فقط  وتلك أمنية  الهوام والهاموش في الدنيا ، أما غيرهم من البشر في محيطهم وفي العالم فيتعاونون تعاونا مَرِناً ، هذه المرونة في التعاون بين الجنس البشري هي التي تعطي للبشر الوجود الخلاق والفسحة الكبيرة من الخيال فيتحرر الإنسان بعقله وخياله من الواقع المرئي الموضوعي ويستشرف المستقبل لتحسين معيشته ولا يترك معيشته للصدفة ، لقد تطور العالم من حول الجزائر بينما ظل الشعب الجزائري كما تركه المستعمر الفرنسي مثل النحل والنمل سجين التعاون الجمعي النمطي المنضبط والصارم وهو نمط العيش الذي اختاره له حكامه المجرمون .

دهشة مبهرة :

آخر خبر من الجزائر : لقد تخلت الدولة الجزائرية عن كل المشاريع التي تخص بناء عمارات ناطحات السحاب …. يا سلام والله نكتة ، دولة كانت تخطط لبناء ناطحات السحاب والشعب يصطف في طوابير طويلة من أجل ” شكارة حليب غبرة ” وبعضه يقتات من مزابل شياتة النظام الحاكم … ألم أقل لكم إنني أشك بأن طينة حكام الجزائر من طينة البشر ؟  فطيلة 55 سنة ضاعت  الآلاف من ملايير الدولارات التي اكتسبوها وضيعوها هباءا منثورا كانوا لا يعرفون قيمتها والسبب أنهم كانوا ولا يزالون يعيشون في حقبة تاريخية هي أقرب لبداية الخلق الأولى …أي المرحلة النملية .

قنبلة نووية ستنسف أفكار هذا الموضع نسفا :

كل أفكار هذا الموضوع حول نظرية إضافة صفة “المرونة” للتعاون الكبير بين البشر مقابل أن هناك كائنات أخرى هي أيضا تتعاون فيما بينها، كالنمل على سبيل المثال ، لكن تعاونها نمطي صارم ومنضبط ولا ينطوي على المرونة التي يتمتع بها البشر.. وبسبب ذلك تطور البشر وبقي النمل والنحل منغلقا على نفسه ولم يتطور لأنه لا يستعمل عقله وخياله ، وتلك هي ميزة البشرية وتطورها … أقول إن هذه النظرية العلمية ( أي ليست سياسية )  ، أقول هذه النظرية العلمية ليست من إبداع هذا العبد الضعيف كاتب هذا الموضوع  ولكنها من إبداع عالم المستقبليات والفيلسوف العبقري وعالم الاجتماع ، وعالم تاريخ تطور البشرية الأستاذ الجامعي المطلوب اليوم لإلقاء محاضراته  في أكبر جامعات العالم والذي ترجمت كتبه العلمية – لأنه لا يكتب في السياسة – أقول ترجمت كتبه العلمية إلى 40 لغة إلا اللغة العربية …. طبعا لا تترجم كتبه العلمية إلى اللغة العربية لأنه الكاتب يوفال نوح هراري أستاذ إسرائيلي بجامعة القدس المحتلة …

إذن لقد تبخرت أفكار هذا الموضوع في الهواء وأصبحت لا قيمة لها  فقط لأن كاتبه اعتمد على نظرية عالم المستقبليات البروفسور يوفال نوح هراري الإسرائيلي ، رغم أن العلم لا دين له ولا وطن له لأنه ملك للبشرية جمعاء…

ومن لم يجد تشابها بين حالة النمل الذي توقفت عنده دورة التطور عند حكام النظام الجزائري فليكتب مقالا يدحض فيه ما قلته ،  ويبرز فيه تطور شيوخ نظام الحكم الأبدي في الجزائر … أليست انتخابات 4 ماي 2017 التشريعيات أكبر علامة على أنهم أقل ذكاء من النمل والأميبا ؟؟؟

وكل عام تصبح على تخلف أعمق يا نظام الحكم في الجزائر …

سمير كرم