أكدت المعارضة السورية المسلحة أن إيران تعطل استكمال إجلاء المحاصرين من شرقي مدينة حلب بعد وضعها شروطا تشمل خروج مئات من بلدتين مواليتين للنظام السوري في ريف إدلب، وهو ما أدى إلى تشعب المفاوضات وتعثر تنفيذ ثالث اتفاق من نوعه.

وقال الفاروق أبو بكر -وهو قيادي في حركة أحرار الشام– مساء اليوم السبت إن إيران أصرت على البدء بإخراج الجرحى والأعداد المتفق عليها من كفريا والفوعة -اللتين يحاصرهما جيش الفتح– ووصولها إلى مناطق النظام، قبل البدء في إجلاء أهالي حلب، وقبل خروج جرحى بلدتي مضايا والزبداني اللتين يحاصرهما حزب الله اللبناني وقوات النظام السوري في ريف دمشق الغربي.

وفي وقت سابق اليوم أكد أبو بكر في تصريح للجزيرة التوصل إلى اتفاق جديد مع روسيا وإيران لاستكمال الإجلاء من حلب مقابل إخراج دفعة من الموجودين في الفوعة وكفريا، وقال إن المعارضة تطالب بوجود الأمم المتحدة كضمانة دولية أثناء تنفيذ الاتفاق.

وقبل ذلك قال رئيس الجناح السياسي لحركة أحرار الشام منير السيال إن إيران ترهن استكمال عمليات الإجلاء من حلب بخروج أشخاص من الفوعة وكفريا في ريف إدلب.

في هذه الأثناء قال مراسل الجزيرة أمير العباد إن الإيرانيين يتحدثون عن ضرورة خروج 1500 شخص من الفوعة وكفريا مقابل 200 من مضايا والزبداني، قبل السماح باستئناف إجلاء المحاصرين في حلب.

وكانت تقارير أفادت بأن إيران والمليشيات الموالية لها (بينها حزب الله اللبناني) يشترطون خروح 4000 من البلدتين المحاصرتين في إدلب، بينما وافقت المعارضة على خروج 400 فقط. وقد قالت وسائل إعلام تابعة لحزب الله إن نحو ثلاثين حافلة توجهت إلى الفوعة وكفريا لإجلاء عدد من المدنيين.

وكانت إيران والمليشيات قد أسقطوا اتفاقين سابقين، واعترضوا أمس الجمعة دفعة من المهجرين في معبر الراموسة جنوب غربي حلب، وقتلوا خمسة على الأقل منهم. و لم تتواجد اليوم أي من فرق الهلال الأحمر أو الصليب الأحمر في معبر الراموسة، حيث يفترض أن تشرف على خروج دفعات من المحاصرين.

انتظار قاسٍ
وما يزال آلاف المدنيين عالقين في شرق المدينة بعد توقف عملية الإجلاء، وسط أوضاع إنسانية صعبة، وبينهم جرحى وأطفال. وقد حصلت الجزيرة على صور تظهر جانبا من الحياة في الأحياء المحاصرة شرقي حلب.

وتظهر الصور عائلات سورية وقد تجمعت في الأحياء والشوارع تنتظر استئناف عملية إجلاء المدنيين ومقاتلي المعارضة إلى ريف حلب الغربي. وقالت مصادر  إن درجات الحرارة المنخفضة تزيد من صعوبة الأوضاع التي تعيشها الأسر في ظل نقص حاد في متطلبات الحياة.

بدوره قال الصليب الأحمر الدولي إن آلاف المحاصرين انتظروا مساء الجمعة وسط البرد القارس عند خطوط المواجهة شرقي حلب، أملا في إجلائهم.

وأكد مراسلو الجزيرة أنه لا يزال نحو أربعين ألفا -بينهم ثمانمئة جريح- في أحياء حلب المحاصرة، وهو الرقم نفسه الذي ذكرته الأمم المتحدة التي تقول إن من بين هؤلاء ما بين 1500 و5000 مقاتل مع عائلاتهم.

 

ولا يوجد سوى طبيبين في المناطق المحاصرة، وهو ما يصعب عملية إسعاف الجرحى الذين نقل منهم تسعون فقط نحو تركيا في اليومين الماضيين.

ومنذ بدء تنفيذ الاتفاق الأصلي الخميس، تم إجلاء نحو ثمانية آلاف شخص -بينهم ثلاثة آلاف مقاتل- من شرقي حلب. وقالت روسيا الجمعة إن عمليات الإجلاء “انتهت”،  الاتفاق الجديد باستكمال خروج المدنيين يدحض الادعاء الروسي.