عاد الهدوء المشوب بالحذر اليوم الثلاثاء إلى محافظة تطاوين في جنوب تونس بعد يوم مشحون توفي خلاله شاب دعسا بسيارة الشرطة خلال مواجهات بين عدد من الشباب المحتجين وقوات الأمن.

وقالت مصادر طبية إن المواجهات أسفرت كذلك عن إصابة عدد من المحتجين جراء استعمال قوات الشرطة للغاز المسيل للدموع، إضافة إلى عمليات حرق استهدفت مقار أمنية بتطاوين بعد انسحاب أفراد الشرطة منها.

ونقل جريح إلى مستشفى مدينة صفاقس حيث لا تزال حالته خطرة، كما أعلنت وزارة الداخلية عن إصابة 19 عنصرا أمنيا في مواجهات أمس ويرقد عنصر من الدفاع المدني في قسم العناية المركزة بالمستشفى.

وقد اندلعت الصدامات بين الطرفين على خلفية محاولة المعتصمين في منطقة الكامور الصحراوية اقتحام وحدة ضخ النفط وهو ما دفع قوات الحرس الوطني التي أرسلتها الحكومة لدعم الجيش في حماية المنشآت النفطية إلى صدهم وتفريقهم باستعمال الغاز المسيل للدموع.

كان عدد من أهالي تطاوين قد احتجوا منذ مساء الأحد أمام مقر المحافظة وطالبوا بانسحاب التعزيزات الأمنية في الكامور، قبل أن تتطور المواجهات يوم أمس وتسفر عن حرق عدد من المقار الأمنية.

وقالت تقارير إعلامية إن الحركة عادت إلى شوارع مدينة تطاوين مقر المحافظة بشكل جزئي، حيث فتحت المحال التجارية والمدارس أبوابها، في حين غادر أغلب المصابين من المحتجين المستشفى الجهوي باستثناء عشرة مصابين لا يزالون يتلقون العلاج وحالتهم ليست بالخطيرة.

ويطالب المحتجون في الولاية، التي تشهد أكبر نسبة بطالة في البلاد بما يفوق 32% بحسب إحصائيات 2016، بتشغيل ألفي عاطل عن العمل بالشركات النفطية وتخصيص نسب من عائدات النفط لتمويل مشاريع تنمية في الولاية.

وعرضت الحكومة ألف فرصة عمل فورية في الشركات النفطية وخمسمئة فرصة عمل أخرى في العام المقبل، إلى جانب ألفي فرصة عمل في شركة بيئية حكومية مع تخصيص خمسين مليون دينار للتنمية في تطاوين، لكن شقا من المحتجين رفض العرض الحكومي.

يذكر أن حالة الطوارئ لا تزال سارية في كامل أنحاء البلاد منذ التفجير الذي استهدف حافلة للأمن الرئاسي وسط العاصمة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 وخلف 12 قتيلا في صفوف قوات الأمن.
المصدر : الجزيرة + وكالات