إبراهيم الرخيص وقبله عبد العزيز المراكشي وقبلهما المسمى الولي مصطفى السيد بالإضافة إلى جحافل جنرالات فرانسا الجاثمون على صدر الشعب الجزائري الذين يمتصون دماءه ويُمَصْمِصُونَ عظامه ، كل هذه العصابة المافيوزية ومن يواليها من كبار الشياتة كانوا ينتظرون الذي يأتي ولن يأتي ، ولعل النظام الجزائري قد تأكد بلا مجال للشك أنالهدف المنتظر لن يأتي أبدا … لن يأتي أبدا أبدا أبدا. وشرع في تغيير علاقته بالضيف الثقيل المسمى البوليساريو …

 

 
أولا : إليكم الخبر المنشور في موقع البوليساريو “المستقبل الصحراوي”
جاء في خبر للموقع الالكتروني ” المستقبل الصحراوي ” بتاريخ 20 غشت 2017 أن جماعة من البوليساريو يَدَّعُونَ أنهم يمارسون التجارة في عين فكرون في أقصى شرق الجزائر والتي تبعد عن مخيمات الذل بتندوف بـحوالي 2000 كيلومتر قد تلقوا صفعة مهينة ومذلة من طرف الأجهزة الأمنية الجزائرية لا شك سيكون لها ما بعدها … جاء في الخبر ما يلي : ” قال التجار في اتصالهم مع مجلة المستقبل أن أجهزة الأمن الجزائرية اقتحمت مكان إقامة التجار الصحراويين القادمين للتبضع قبل عيد الاضحى المبارك من سوق عين فكرون يوم الثلاثاء الماضي ( 15 غشت 2017 ) ، و سَحَبَتْ من جميع مَنْ كان في المكان بطاقاتهم الوطنية و قامت باستجواب ثلاثة تجار لمدة ساعات ، ثم طلبتْ من الجميع مغادرة المدينة و أنه غير مسموح لهم بالسكن فيها ، و طلبت منهم التوجه الى الفنادق في أم البواقي بحجة أنهم أجانب…..( الله أكبر ، لقد أصبح البوليساريو أجانب في الجزائر ، فأين الأخوة والدم والمصير المشترك ) …. وأضافت أجهزة الأمن الجزائرية ” بأنه غير مسموح للاجانب بالسكن في غير الفنادق ” الأمر الذي اعتبره التجار غير منطقي بسبب طول المسافة بين مدينة عين فكرون و أم البواقي الولاية مما يعرض مصالحهم للخطر، وينضاف إلى ذلك أنه حتى الفنادق في مدينة أم البواقي لا تعترف بالبطاقة الوطنية الصحراوية كوثيقة تسمح لصاحبها بالإقامة في الفنادق.” !!!!!…….انتهى نص الخبر القنبلة …

 
الله أكبر…فأين سَيُوَاري سَوْآتِهِمْ هؤلاء الصحراويون الخونة ؟؟ ويتحدثون عن سيادتهم على الأراضي المحررة وعن الحليف الاستراتيجي ، وعن النصر القريب والعزلة المغربية ، فلا شك أن أصحاب الفنادق في كل مدن الجزائر قد توصلوا بتعليمة تتضمن عدم الاعتراف بقاذورات ورقية عفنة اسمها الوثائق الصحراوية …. فها هو الصانع يتنكر لمصنوعه !!! ها هو النظام الجزائري نفسه لا يعترف بوثائق صنعها هو بنفسه للبوليساريو ليعترف بها بعض أنذال العالم الذين كانوا – في الحقيقة – لا يقبلون هذه الوثائق المزورة و لايعترفون بها إلا بالمقابل أي بالرشوة من طرف النظام الجزائري ، وإذا كان النظام الجزائرياليوم 2017 يعيش على الحديدة فهل يستطيع أن يستمر في إنفاق الأموال على تخاريف وخزعبلات ورثها عن بوخروبة المدعو بومدين لمجرد تلبية إحدى نزواته التي لا علاقة لها بالسياسة ودهائها بل هي علامة على الحُمْقِ والْخَرَعِ والْعَتَهِ….وأظن أنه لايمكن أن تمر الساعات الطوال أثناء استجواب التجار الثلاثة دون أن يقترح تجار البوليساريو رشوة على رجال الأمن لغض الطرف على هذه النازلة الخطيرة لترك المرتزقة يتسكعون في سوق عين فكرون لولا أن في الأمر شيء خطير جدا جدا يتهدد الجزائر حتى من أقرب حلفائها بل أقرب مصنوعاتها …. بلا شك لقد أصدر نظام الجزائر أوامره الصارمة ( أقول نظام الجزائر وليس كراكيز حكام الجزائر بدءا من مؤسسة الرئاسة إلى آخر شيات من وزراء قذارة الشيفون في الجزائر ) أصدر النظام الجزائري أوامره بأن كل أوراق الصرف الصحي النتنة ( البطاقة الوطنية الصحراوية وغيرها ) التي نفخ فيها النظام الجزائري طيلة 42 سنة بالكذب والزور والبهتان ، وطبعها بطوابعه السّرابية وأعطاها قيمة مزيفة طيلة 42 سنة ، هذا النظام نفسه يتراجع اليوم ويسحب قيمة أوراق الصرف الصحي هذه من حامليها ويسحب معها كل صلاحيتها وإلى الأبد …اليوم ونحن في غشت 2017 أصبحت لا قيمة لأي وثيقة تتعلقبجمهورية الوهم الصحراوية فقد أصبحت مجرد أوراق لا فرق بينها وبين أزبال مرمية في سلة المهملات …لقد أدت هذه الأزبال المُهْمَلَة مهمتها ذات يوم حينما ضحك بواسطتها نظام الجزائر على بعض حكام الأفارقة الفاسدين المرتشين فقبلوها على أنها أوراق ذات قيمة لكن بالمقابل الغالي الثمن ومن أرزاق الشعب الجزائري …المؤسف أن النظام الجزائري كان يشتري قيمة تلك الوثائق الصحراوية المزيفة بملايين الدولارات الحقيقية لتصبح مقبولة في الخارج عند بعض المعتوهين أمثال السكير روبرت موغابي أوعند الفاسدين أمثال جاكوب زوما الذي تأخر بهما الزمان بفضائح لن تمحي أبدا … واليوم ها هو النظام الجزائري يتذوق طعم الفقر المذقع حتى أصبح هو نفسه يتنكر لتلك الوثائق ولأنه لم يعد لديه من المال ما يشتري به قيمة تلك الأوراق المزيفة لدى بعض رؤساء إفريقيا الفاسدين ولأن النظام الجزائري يعرف أنها مجرد أوراق فقط لا غير ولا قيمة لها وبالتالي لا قيمة لمن يحملها و لا قيمة للكيان الوهمي الذي سيأخذ قريبا جدا حجمه الطبيعي وهو كونه ( مجموعة انفصالية) ولأجل ذلك وجب إحصاء البوليساريو وتمكينهم من بطاقات اللجوء للمندوبية السامية لغوث اللاجئين وبذلك يموت وهم دويلة الصحراء ويقبر إلى ما لا نهاية … و ستبقى تلك الوثائق المزيفة كونها دليلا قاطع على أن من يحملها ليس سوى صحراوي مغربي انفصالي والسلام … فهل بقي في خزينة الدولة الجزائرية ما تطبع به للبوليساريو تلك الوثائق المزيفة بعد أن ندمت ندما شديدا على طبعها طيلة 42 سنة وأنفقت عليها وعلى غيرها مئات الآلاف من ملايير الدولارات من أرزاق الشعب الجزائري بدون جدوى ؟

 

 
ثانيا : نقول لابراهيم الرخيص الضائع الخسران ما قاله الشاعر عبد الوهاب البياتي :

مغشوشةٌ خمرةُ تلك الحانِ

سَكَرْتَ بالمجانِ

وَزَحَفَ الدُّودُ على جبينِكَ المُمْتَقِعِ الأسيانِ…..

الكُلُّ باطلٌ وقبضُ ريح …

الكل باطلٌ وقبضُ ريح …

أيها الرخيص إبراهيم الخسران ، الكل باطل وقبض ريح ، إن هذا دافع قوي لك لأن تنتحر…..هذه تكفي الزعيم على ما تبقى من فتاتالبوليساريو المشتت ، الزعيم المدعو إبراهيم الرخيص ، هذه تكفيه أن ينتحر فورا !!!!

 

 
ثالثا : لا يصح إلا الصحيح :
السؤال المنطقي الذي يتبادر إلى الذهن هو : لو وجد رجال الأمن الجزائريين في إحدى المدن الجزائرية سائحا أصله من الساقية الحمراء أو وادي الذهب ، مثلا من مدينة العيون أو مدينة الداخلة أو بوجدور وطلبوا منه هويته فقدم لهم جواز السفر المغربي أو بطاقة وطنية مغربية تحمل اسم الولاية والعمالة ( المحافظة ) هل سيرفضون هويته ؟ طبعا لا وألف لا ، ويكفي هذا الصحراوي فخرا أن وثائقه تَـفُـلُّ الحديد ولن يستطيع أن ينكرها لا فرنسي و لاكندي و لاأمريكي …هذه تكفي إبراهيم الرخيص أن ينتحر وأن ينتحر معه جماعيا كل الذين اتبعوا سراب جمهورية الوهم التندوفية لأن النظام الجزائري أصبح يتنكر للذين صنعهم ذات يومبنفسه ، وصرف عليهم الملايير طيلة 42 سنة ، صنعمخلوقات انفصالية بهوية مزورة وهم في الحقيقة لا هوية لهم إلا هوية واحدة هي الهوية المغربية فاختاروا أن ينفصلوا عنها كما في كثير من بقاع العالم ، وشاء النظام الجزائري أن يمسخهم ويصنع لهم هوية مزورة وتاريخ مزور لا تعترف به أقدم الكتب التاريخية الرصينة ففشل النظام ألف مرة ومرة ، وأضاع من أجل ذلك مئات الآلاف من ملايير الدولارات الحقيقية من لقمة العيش التي انتزعها من أفواه الشعب الجزائري ، واليوم ها هو النظام الجزائري نفسه يتنكر لشيء صنعه أو حاول صنعه ففشل ، فالباطل لن ينجح أبدا ….أصبح البوليساريو بدون هوية ، فحتى الكلب له هوية والنملة تعتز بثقب في الأرض فأي شيء يمتلكه مرتزقة البوليساريو اليوم ؟؟… فاليوم لا يمتلك البوليساريو إلا مباردة وحيدة وهي الانتحار الجماعي في مخيمات الذل بتندوف ليستروا خِزْيَهُمْ هذا إن كان فيهم مقدار حبة خردل من عزة و كرامة وشهامة…

 

 
رابعا : ملاحظات على هامش تنكر النظام الجزائري لبطاقة هوية البوليساريو :
كم سمعنا وكم قرأنا أن الأمن الفرنسي أو الإسباني أو غيره من أجهزة الأمن في أوروبا قد ألقوا ببطاقة الهوية الصحراوية في سلة المهملات كلما أدلى بها أحد أغبياء البوليساريو الذي صدق أبواق النظام الجزائري وأبواق الرابوني ، والمصيبة أن البوليساريو يعترفون ويشتكون دائما بذلك بحجة أن لا حق للأوروبيين أن يرموا وثائقهم في سلة المهملات ، لكن أن نسمع ونقرأ بأن البوليساريو أصبح يشتكي من تصرفات أجهزة الأمن الجزائرية لأنه يرفض بطاقة التعريف الصحراوية !!!! أعيد وأقول الأجهزة الأمنية الجزائرية أصبحت تتنكر بل لا تعترف ببطاقة الهوية الصحراوية ، ففي مقال سابق تعرَّضْتُ لقضية التماطل أو عدم تمكين االبوليساريو من تصاريح السفر إلى الخارج وأحيانا حرمانهم من جوازات السفر الجزائرية ومن هناك بدا لي أن في الأمر ” إن ” … وأي ” إن ” ..

 
لقد ظهرت لي بعض الملاحظات على السريع من المقال أو الشكوى المنشورة للبوليساريو في موقع ” المستقبل الصحراوي ” الذين تقدموا بها إلى ” سفارة الجمهورية الصحراوية المؤقتة بالجزائر العاصمة ” يشتكون فيها من الإهانة التي تعرضوا لها من طرف الأمن الجزائري الذي طردهم من محل سكناهم وأمرهم بالتوجه إلى الفنادق وهي المكان القانوني لإقامة الأجانب ، والأدهى والأمر أن تلك الفنادق لم ولن تقبل وثائق البوليساريو العَفِنَة والتي لا تساوي قيمة الورق الذي كتبت عليه تلك المعلومات …وإليكم بعض الملاحظات عن هذه الحادثة الخطيرة جدا

 
1) تحديد إقامة البوليساريو واعتباره رسميا منذ الآن بأنه عنصر أجنبي :
يمكن أن نلاحظ أن النظام الجزائري قد بدأ في تحديد بعض المدن المضبوطة والمعينة لإقامة البوليساريو إذا خرج من مخيمات تندوف ، ويبدو أن النظام الجزائري قد حدد– في بداية مخطط خنق البوليساريو – المدن التالية : العاصمة الجزائر –وهران –ومستغانم وهم في هذه المدن الثلاثة مراقبون مراقبة صارمة ، وهي مرحلة لتجميعهم منهذه المدن في مكان واحد وهو تندوف …. هذه المدن يمكن أن يتحرك فيها البوليساريو لتسهيل عمليات مراقبتهم لأنهم أصبحوا رسميا يُعاملون معاملة الأجانب وانتهى عصر الفوضى …جزائر اليوم أصبحت جزائر الزوالية والقحط والميزيريا …ولا فلس يجب أن يصرف على حثالة البوليساريو ، وهذه هي بداية التجميع .

 
2) اقتحام المسكن بدون إذن السلطات القضائية له ما يبرره :
يعلم الجميع – حسب الخبر – أن الأجهزة الأمنية الجزائرية في عين الفكرون قد اقتحمت مسكن البوليساريو عنوة وبدون تصريح من الأجهزة القضائية ، ولا تكون مثل هذه الإجراءات إلا في الحالات الخطيرة النادرة يحددها القانون وربما تكون حالة اقتحام مسكن البوليساريو في عين الفكرون من هذه الحالات الخطيرة ، ولعل الجزائريين من سكان الحي قد ارتابوا في حركات هذه الجماعة من البوليساريو …… وسنقول بصريح العبارة : إن الشعب الجزائري بدأ يضيق درعا بهذا الجسم الغريب عليهم وعليه تكون تلك الشعارات مثل : ” الأخوة والمحبة والمصير المشترك ” قد تبخرت إلى غير رجعة ، وقد تكون هذه الجماعة التي دخلت عين الفكرون من المشبوهين …

 
3) حينما سحبت أجهزة الأمن الجزائرية بطاقات التعريف الخرافية من عناصر البوليساريو وطلبت منهم مباشرة أن يغادروا المدينة فمعنى ذلك أن تلك الخِرَقِ الورقية البالية أصبحت لاقيمة لها وأن مكان البوليساريو الطبيعي والمؤقت هو مخيمات الذل بتندوف لا غير حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ، وقالت لهم أجهزة الأمن بكل صراحة : أنتم أجانب لا حق لكم في مسكن بين الجزائريين …. الله أكبر أصبح البوليساريو أجانب في الجزائر شاء من شاء وكره من كره .. وللأجانب الذين يرغبون في السكنى بين الجزائريين قوانين مضبوطة منها وعلى رأسها وثائق هوية حقيقية تصدرها دول لها سيادة وتعترف بها في الأمم المتحدة ، أما أنتم- أيها البوليساريو – فقد أعطاكم النظام الجزائري وثائق مزيفة لا قيمة لها وليس لها سند في الأمم المتحدة لأنه لا وجود لدولة معترف بها في الأمم المتحدة تحمل اسم شيء لا وجود له فوق الأرض ولا تحت الأرض … ومن غباوتكم صدقتم ذلك وصدقتم خرافة أنكم كنتم دويلة قبل أن يهجم عليكم الاسبان كما صدقتم تخاريف تاريخ مزور صنعته لكم أجهزة المخابرات الجزائرية … فلا كعبا بلغتم ولا كلابا … أصبحتم مشردين انفصلتم عن أصلكم المغرب وها هو النظام الجزائري بدأ حملة الكماشة ليعصركم عصرا … ويقذف بكم خارج أسواره ليكون مصيركم التيه في الصحراء إلى يوم الدين أيها الخونة.

 
4) ومن أفضل الأماكن لمراقبة الأجانب مراقبة صارمة هو إقامتهم في الفندق الذي يمكن مراقبة المقيمين فيه كل ساعة بل كل دقيقة ، فقد استعملت معهم أجهزة الأمن الجزائرية منطق إقامة الأجانب ، وهو القانون المعمول به في كل بقاع العالم ألا وهو التوجه للمبيت في الفندق وهو ما اعتبره المشتكون من البوليساريو ” أمرا مهيناوغير منطقي ” … كل شيء مقلوب عند البوليساريو والسر في ذلك أنهم عاشوا 42 سنة في اللامنطق والفوضى ويظهر أن بوادر المنطق القانوني السليم الذي يسري في كل بقاع العالم قد بدأت تلوح معالمه في الأفق في تعامل السلطات الجزائرية مع البوليساريو كعنصر أجنبي ، أولا طلبوا منهم التوجه للفندق مثلهم مثل أي أجنبي ، لكن الطامة الكبرى أن فنادق المدن الجزائرية أصبحت لا تعترف بزبالة الوثائق التي زورها لهم النظام الجزائري وأصدر تعليماته طيلة 42 سنة لقبولها في الجزائر كوثيقة معترف بها من طرف واحد وهو النظام الجزائري واليوم ونحن في غشت 2017 قد تنكر النظام الجزائري لتلك الوثائق التي لا فرق بينها وبين أي زبالة مرمية في الشارع ..

 
5) إذا كان فعلا النظام الجزائري حليف البوليساريو الاستراتيجي قد بدأ بتعليمة صارمة أصدرها لأصحاب الفنادق برفض زبالة وثائق البوليساريو فمعنى ذلك أن النظام الجزائري قد شرع فعلا في محاصرة البوليساريو وجمعه في مكان معين ليتسهل مراقبته خاصة وأنه ذاع وانتشر في كل بقاع الجزائر ويمكن أن يكون مصدر قلاقل لا أول لها ولا آخر وخاصة إذا بدت في الأفق ملامح مقترح حل ستحسم فيه الأمم المتحدة ، وبما أن البوليساريو لا يعجبه العجب العجاب فقد يتمرد أينما كان وسيندم النظام الجزائري على ذلك ندما شديدا …

 
6) إن الخطأ الفظيع الذي ارتكبه النطام الجزائري هو إطلاق يد البوليساريو طيلة 42 في أرض الجزائر ولم تحصرهم في مخيمات تندوف حيث خرجوا منها بحجة البحث عن العمل وبحجة الأخوة والمصير المشترك المجهول وبوسائل ارتشاء حراس مخيمات تندوف من الضباط الجزائريين الذين يسرحون ويمرحون في تلك الأرض وما خفي كان أعظم ..إن انتشار وباء البوليساريو كان أسهل مع وجود الدولار واليوم سيكون التخلص منه أصعب مع انتشار الفقر في الجزائر …

 
عود على بدء :
كلنا يعلم الحملة المسعورة التي قام بها الشعب الجزائري قبل النظام الجزائري ضد الأفارقة السود القادمين من جنوب الصحراء والذين أصبحوا خطرا على الحياة اليومية للناس العاديين في كل مدن الجزائر تقريبا ، لكن المفارقة الغريبة والمثيرة للضحك والبكاء في نفس الوقت فالنظام الجزائري أقدم على تجميع هؤلاء الأفارقة السود في مخيمات بجنوب الجزائر بنواجي تمنراست على الحدود مع النيجر، فكيف تغافل النظام الجزائري على هذه العدد الهائل من الأفارقة والذي يفوق عدد البوليساريو بعشر مرات وله سابقة في تجميع الأغراب عن الجزائر منذ 42 سنة في مخيمات تندوف ، كيف لم يستفد من تلك التجربة ؟، فلماذا تغافل عن ذلك بالنسبة للأفارقة ؟ طبعا الجواب مفضوح وهو أن السكوت المطبق عن خطر النارحين الأفارقة إلى الجزائر كانبالمقابل وهو شراء مواقف سياسية لدول المهاجرين غير الشرعيين الذين كادوا أن يحولوا الجزائر إلى دولة سوداء … بمعنى أخر : إن رعايا كل الدول الإفريقية التي تساند أطروحات الجزائر عن حق أو عن باطل ، رعايا هذه الدول ربما تكون معاملتهم أفضل من معاملة جزائري حر أصيل مغبون في كل حقوقه .

 
الحقائق المرة :
1) فرغت خزينة الدولة الجزائرية من الدولار الذي كان مخصصا لشراء ذمم الدول الإفريقية ومواقفها الباطلة والمزورة وكذلك للسكوت عن جالياتها وهي تغزو الجزائر كالجراد مقابل رهان على حمار خاسر اسمه قضية الصحراء .. هذا أمر انتهى وتفرغ نظام الجزائر للتخلص من رعايا أفارقة كان بالأمس القريب إخوة أشقاء في المنكر .

 
2) النظام الجزائري يستيقظ فجأة على خذلان الدول الإفريقية له حينما وقفت هذه الدول كلها تقريبا وبشكل مفاجئ وصادم ، وقفت مع الدولة المغربية ليس فقط من أجل العودة لمنظنة الاتحاد الإفريقي بل من أجل أن تعقد معها شراكات لمشاريع ضخمة وكثيرة جدا حتى مع من كان بالأمس حليفا للجزائر في قضية الصحراء المفتعلة مثل نيجيريا وإثيوبيا ومدغشقر وغيرها كثير ، كل تلك المشاريع كانت تحت شعار ( رابح رابح ) أي الخبرة والتجربة الفلاحية والطاقة المتجددة وغيرها مقابل الشفافية في المعاملات المالية ، ما لك فهو لك وما عليك فهو عليك ، وليس سياسة التسول ومد اليد التي كان النظام الجزائري ينتهجها .

 

 
3) قادة البوليساريو يسري عليهم قانون جزائري خاص وضعه لهم النظام الجزائري منذ بوخروبة المدعو بومدين ، هذا القانون وهو السماح لقادة البوليساريو من درجة حددها هذا القانون بشراء منازل في المدن الجزائرية كتندوف وبشار وغيرها وليس كراءها ، لهم الحق في أن يمتلكوا منازل تكون في اسمهم يرثها ورثتهم وبأموال جزائرية لأن المهمة التي يقوم بها القائد في البوليساريو مهمة صعبة جدا ألا وهي حمل دويلة وهمية على كثفيه يستحق على هذه المهمة راتبا عاليا ، أما الزوالي من البوليساريو له الحق فقط في ركن من أركان خيمة بمخيمات العار بتندوف بين الأفاعي والعقارب والعطش .

 

 
4) نعود مرة أخرى لما تسبب فيه فراغ خزينة النظام الجزائري ونقول : يمكنكم الاطلاع على حالة الشباب الصحراوي المنسي في مطارات إسبانيا حيت تتم مصادرة أغراضهم الشخصية وهواتفهم المحمولة ويخضعون للاستنطاق من قبل الشرطة الإسبانية التي تهين أوراق الهوية الصحراوية وتلقي بها في سلة المهملات ، هذه الظروف لم تثر إنتباه جمعيات حقوق الانسان في إسبانيا ولاحتى جمعيات الصداقة مع الشعب الصحراوي التي تعج بها مختلف المدن وحتى القرى الاسبانية ( وما أكثرها في المؤتمرات التي تقام على حساب الشعب الجزائري في تندوف ) ، والأدهى من ذلك أن القيادة الصحراوية تتجاهلها تماماً ، القيادة الصحراوية تقضي عطلها في باهاماس وفلوريدا بجوازات سفر جزائرية دبلوماسية وأموال الشعب الجزائري المسروق … لا علاقة لقيادة الرابوني بمساجين مخيمات تندوف … والأنكى من ذلك فحتى شباب البوليساريو الذين يعيشون في كل مدن إسبانيا ويحملون الجنسية الإسبانية ينظرون لهذا الشباب المنسي في كافة مطارات إسبانيا نظرة احتقار ، منبع هذا الاحتقار هو كون المذلولين المهانين قد صَدَّقُوا – بغباء – أن الوثائق التي بيدهم لها مصداقية دولية وليست مصنوعة من السراب وتخاريف النظام الجزائري وشياتة النظام الجزائري ، إنهم يستحقون الاحتقار من بني جلدتهم لأنه اتبعوا خرافة وخزعبلات قادة الرابوني …
آخر الكلام ما قال ملك المغرب مؤخرا عن الأراضي المحررة : حيث أقبر وهم الأراضي المحررة التي يتبجح بها البوليساريو ويدعي أنه سيقوم بإعمارها … قال ملك المغرب في آخر خطابه يوم 20 غشت 2017 ” قد مكن تدبير أزمة “الكركرات”، بطريقة استباقية، هادئة وحازمة، من إفشال محاولات تغيير الوضع بصحرائنا، ومن دفن وهم “الأراضي المحررة”، التي يروج لها أعداء المغرب.” … ولمن لم يفهم ذلك نقول : إفشال محاولات تغيير الوضع بصحرائنا معناه :إن الوضع القانوني المسجل في الأمم المتحدة إثر توقيع اتفاقية مدريد عام 1991 هي أن تلك الأراضي شريط عازل بين جيشين وليست أراضي قابلة للاستغلال والتعمير والدخول إليها ممنوع قانونا ، والدليل أن ظهور البوليساريو في منطقة الكركرات وما صاحبه من إنذار أممي للبوليساريو ليسرع بالخروج منها ويعود من حيث أتى وهي مخيمات تندوف … وعليه يكون زمن كريستوفر روس المرتشي قد انتهى وستقوم الأمم المتحدة بتطبيق بنود اتفاقية مدريد وهو طرد البوليساريو من تلك الأراضي لأنها شريط عازل وليست أراضي محرحرة ….
لكن ستبقى وستظل مصيبة المصائب التي نزلت على البوليساريو هي أنه أصبح لا فرق بينه وبين الأفارقة المهاجرين غير الشرعيين في الجزائر ، سيعاملون نفس المعاملة ، إلا قادة البوليساريو فلا حكم عليهم لأن البوليساريو وفي القريب العاجل سَيَخْتَزِلُونَهً وسَيَخْتَصِرُونًهُ في هؤلاء القادة فقط لا غير في الداخل والخارج .
سمير كرم