بعد توالي الإساءة للمغرب من قبل المسؤولين الجزائريين، بداية بوزير الخارجية عبد القادر المساهل، ثم أحمد أويحيى الوزير الأول الجزائري، اختار ناصر بوريطة، وزير الخارجية وشؤون التعاون أن يرد على مسؤولي الجارة الشرقية وسط العاصمة الجزائر برسائل مبطنة.
وقد أرسل بوريطة، في كلمته خلال اجتماع وزراء خارجية البحر الأبيض المتوسط في مجموعة 5+5 صباح اليوم الأحد، خطابا مبطنا للمسؤولين الجزائريين، عندما تحدث عن قيمة حسن الجوار، وقال “حسن الجوار هو قيمة والتزام، وخاصة بالنسبة للدول، والاستقرار لا يتماشى مع انعدام المسؤولية”، منهيا كلمته بعبارة “وهذا الأمر الجميع يعرفه”، وهي نفس العبارة التي ردت بها الخطوط الملكية المغربية عندما اتهمتها الجزائر بتهريب الحشيش، وردت على الاتهام بالقول “بالتأكيد لا ننقل فقط المسافرين نرافق أسودنا أيضا إلى روسيا”، مضيفة “وهذا الأمر الجميع يعرفه”.
كما رد بوريطة على الاتهامات التي يكيلها المسؤولون الجزائريون للمغرب، بالقول “لا أستطيع أن أنهي حديثي دون التأكيد بقوة، على أن استقرار منطقتنا أمر أساسي، ومن الثمين جدا أن يختبر المرء صلابته”، مضيفا “لن يتقدم التعاون الإقليمي أبدا بتوجيه الاتهامات”.
وظهر بوريطة، صباح اليوم الأحد، في الجلسة الافتتاحية لأشغال الندوة 14 لوزراء الشؤون الخارجية للحوار 5+5 بالعاصمة الجزائر، وهو اللقاء الذي يرأسه وزير الشؤون الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل مناصفة مع نظيره الفرنسي جون ايف لو دريان، بحضور رؤساء ديبلوماسية بلدان الحوار 5+5 بمنطقة المتوسط الغربي.
وبعد توجيه وزير الخارجية الجزائري، عبد القادر مسهل، اتهامات إلى المغرب، في شهر أكتوبر الماضي، بتبيض أموال الحشيش، عبر الأبناك الموجودة في القارة، عاد أحمد أويحيى، الوزير الأول الجزائري إلى استفزاز المغرب باتهامه بإغراق بلده بالحشيش، حيث قال إن حزبه يصطف إلى جانب المواقف، التي يتخذها بلده ضد “أولئك الذين يحاولون من الخارج إغراق بلادنا تحت تدفق هائل للمخدرات، والكوكايين”.
وفيما جرت الإساءة الأولى للمساهل على الجارة الشرقية غضب المغرب بمقاطعة دبلوماسية، وتدارس إمكانية متابعة قانونية دفاعا عن المؤسسات التي استهدفتها الإساءة، يعتبر الحديث المبطن لبوريطة اليوم، أول تصريح من مسؤول حكومي مغربي ردا على تصريحات أويحيى.