تعد المدرسة المركزية بمدينة ليل إحدى أهم مدارس المهندسين بفرنسا؛حيث أنها تنتمي لمجموعة مدارس المهندسين  التي تستقبل التلاميذ الذين اجتازوا مباراة الأقسام التحضيرية بتفوق وتعتبر مجموعة المدارس المركزية الفرنسية بصفة عامة  رائدا في مجال تكوين المهندسين. حيث تعرف بجودة تكوينها الذي يجمع التكوين النظري بالتطبيقي و يهدف إلى تكوين أطر قادرين على الاندماج في سوق الشغل  ومواجهة صعوبات العمل الجماعي علاوة على اعتبارها  لزرع روح البحث العلمي والإبداع لدى الطلبة المهندسين إحدى ركائز بيداغوجيها التعليمية  .

 يقوم المشروع بشراكة مع جمعية فرنسية تعمل على تعميم الابداعات والانجازات التقنية ذات البعد الإنساني، والاقتصادي او البيئي، وسيقوم الفريق باقتراح و الحل النهائي و عرضه على اللجنة من أجل تقييمه اما الجمعية فستقوم بدورها  بنشر الحل التقني من أجل تمكين سكان المناطق المعنية بمشكل الجفاف والتزود بالماء الصالح للشرب عبر تحلية مياه البحر

وفي هذا الصدد تدرج المدرسة ضمن مقررها مشروعا تقنيا يقوم على اقتراح مشكل فعلي لسوق الشغل على الطلبة المهندسين و حثهم على إيجاد حل تقني عبر تكوين فريق  يعمل طوال سنتين دراسيتين من مشواره الدراسي؛على دراسة المشكل من مختلف أبعاده بالموازاة مع تكوينهم العادي.

وقررت مجموعة من الطلبة مكونة من طالبين مغربيين ,طالب صيني و اربع فرنسيان – توجيه بحثهم العلمي نحو معالجة ظاهرة  التصحر و الجفاف الذي يهم العديد من دول العالم ،حيث أن الفريق يقوم بإيجاد حل تقني فعال و غير مكلفلتحلية ماء البحر بغرض توفير الماء الصالح للشرب لأكبر عدد من الساكنة.يقول أحد أعضاء الفريق:”تعيش ثلث ساكنة العالم تحت رحمة مشكل التصحر و الجفاف ،هذا يعني أن استهلاك المياه يفوق الموارد المائية المتوفرة بنسبة جد مهمة.كما أن الدراسات الديموغرافية تؤكد انه في أفق 2025 ، ثلثي ساكنة العالم ستعيش نفس المشكل،ممامن شأنه أن يسيبب مشاكل دبلوماسية أيضا للدول المجاورة خاصة تلك التي تتقاسم المنابع او الفرشات المائية غير أن 97% من المنسوب المائي العالمي تتمثل في مياه البحر، مما يشكل مصدرا هاما يستوجب استغلاله.