———————————————————————

إدراكا منها لعمق الروابط التي تجمع الشعبين الموريتاني والمغربي، لم تكتف المملكة المغربية بمبادرة الملك محمد السادس التحدث شخصيا، عبر مكالمة مطولة، مع رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، ولا بالبيان الصريح والشديد اللهجة تجاه تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، والذي أصدرته وزارة الخارجية المغربية.. بل إن الملك أوفد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران على الفور، فالموضوع لا يحتمل التأخير ولا التراخي.
وكان التجاوب الموريتاني على مستوى الاعتذار المغربي، فقد قطع الرئيس إجازته السنوية وحضر شخصيا إلى أقرب مدينة لمكان تواجده ليلتقي مبعوث الملك، وخصص له استقبالا حارا يليق بمكانة الضيف المغربي.
كما كلّفت الحكومة الموريتانية وزير الخارجية إسلكو ولد أحمد إزيد بيه بتهيئة الظروف المناسبة لاستقبال الوفد المغربي ولقائه مع الرئيس، وبحث الجانبان سبل تجاوز الأزمة والتأسيس لمرحلة جديدة من التعاون والتكامل المستمر منذ عقود.
وعكس ما روجت له الصحافة الخاضعة لرقابة جبهة البوليساريو الانفصالية فقد كانت زيارة رئيس الحكومة المغربية ناجحة بكل المقاييس، حيث مكنت من طي صفحة الهزات الناجمة عن تصريحات شباط، واعتبارها ملزمة له وحده، كما كانت فرصة لتجديد الطرفين تمسكهما بالعلاقات المتميزة التي طبعت مسيرة الدولتين الشقيقتين.
وقد وصف بنكيران تصريحات شباط بالقول: “رب ضارة نافعة”، في الوقت الذي يتواجد فيه وفد من ائتلاف الأغلبية الرئاسية في الرباط، بقيادة رئيس حزب الفضيلة عثمان ولد الشيخ أبو المعالي، للتأكيد على متانة العلاقات التي تربط موريتانيا والمغرب، والتي لا يمكن أن تتأثر بمناورات السياسيين ولا بتأويلات المحللين.
إن أقل ما يمكن أن يقال عن زيارة بنكيران لازويرات اليوم، أنها شكلت صفعة قوية لآمال الانفصاليين المغاربة وأبواقهم الاعلامية، التي عولت كثيرا على إحداث شرخ في جدار التفاهم والتبادل والتكامل والأخوة وحسن الجوار بين نواكشوط والرباط، وأبقتهم يجرون أذيال الخيبة والخسران.

اسماعيل الرباني

وكالة الوئام الوطني للأنباء -موريتانيا