عصر الرشاوي وشراء الذمم انتهى وعصر الاقتصاد قد ولى.. بعد الضربات، والجولات المكوكية للملك في أدغال إفريقيا، وقتل أخر عصب لجمهورية الحليب والبطاطا إفريقياً. أصبحت الدبلوماسية الجزائرية تتحرك، وتتوسل، على أكثر من صعيد لِدُوَلٍ إفريقية، كانت في زمن ما تابعة لاديلوجيتها الثورية التحررية، حيث إستقبل في هذا الاطار الوزير الاول عبد المالك سلال ووزير الخارجية رمطان العمامرة، كل من مبعوث الرئيس الغاني المعين، ووزير خارجية التشاد، إضافة الى وزير خارجية الكونغو. كل هذا العمل الجبار من أجل تحريك قضية الوهم، وعرقلة عودة المغرب الى أحضان عشه، حيث جندت الجزائر عبر قنواتها التلفزيونية الخاصة والعامة، لهذا الامر كل الوسائل الضرورية، ووصلت التصريحات الى حد الشتم والسب والعمالة لاسرائيل في حق المغرب، حيث بعثت صحفيين من القناة الجزائرية الوطنية الى الكركرات من أجل بث مقطع تلفزيوني لجمهورية الوهم، ولاستفزاز المغرب، بداعي محاربة “المخدرات المغربية”، علما أن الجزائر أكبر سوق دولي لتجارة المخدرات في العالم، وأن كل تجارة المخدرات من كِيفٍ وكوكايين وأقراص للهلوسة، تمر عبر التراب الجزائري.

ليس من الغريب أن نرى الديبلوماسية الجزائرية على هذه الحالة، والتي هي حالة مرضية تعاني منها الطغمة الفاسدة بالجزائر أتجاه المغرب، حيث حركت لها الاقلام والمال والعتاد، وحركت لها المجرم إبراهيم غالي الى جنوب إفريقيا إنتهت ببيان ضد سيادة المغرب ووحدته، لعرقلة أي تطور يشهده المغرب في منطقةٍ كلها حروب وويلات ودمار، وفي كل مرة الجزائر لا تريد أن تحترم نفسها و إحترام جيرانها، ولا تريد أن تستسيغ أن المغرب أصبحت له مكانة محترمة في قلوب الافارقة، وأن المشاريع التي يقوم بها المغرب في إفريقيا هي واجب، لان المغرب إفريقي وجدوره هي إفريقيا وهذا ليس بجديد، فالمغرب كسب الرهان في إفريقيا الغربية بجدارة وإستحقاق، وهاهو يدخل إفريقيا الشرقية لِيُثِبِتَ نفسه أنه الجدير بقيادة شمال إفريقيا الى الاحسن، والعيش الكريم، وليس الهيمنة التي يجري وراءها عسكر فرنسا بالجزائر.

كل هذا ورغم كل ما سوف يحدث بخصوص عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي، إجابا او سلبا، فهو في صالح المغرب لان دخول المغرب سوف يقف أمام الهيمنة على مؤسسات الاتحاد الافريقي، والتجارة بها، وطرد الجمهورية الوهمية، والتصدي لكل القرارات التي تخدم أطراف داخله دون غيرها، وأن عرقلة دخوله، فهو يعني ان الاتحاد الافريقي لا زال يعاني من التسلط والديكتاتورية من بعض الدول، فبحد ذاته هو شيء إجابي وإنتصار للمغرب، لانه من غير المنطقي أن ترفض عودة بلد إفريقي الى إفريقيا، وإضفاء الشرعية على دولة ليست عضو بالامم المتحدة، والتي لا تملك أبسط وأدنى مقومات السيادة، وتعيش بالمساعدات الخارجية كدولة مواطنيها لاجئين في دولة اخرى…