الجزائر الفرنسية المشلولة (وصنيعتها “البوليساريو) تسابقان الرياح من أجل التأثير على مواقف الدول الإفريقية التي سبق أن تم شراء مواقفها السياسية بأموال شعب الجزائر المغبون.
فعلى بُعد أيام قليلة من القمة المنتظرة التي سيعقدها الاتحاد الإفريقي نهاية الشهر الحالي، لمناقشة طلب عودة المغرب إلى المنظمة القارية، وصل المجرم إبراهيم غالي،زعيم جبهة البوليساريو الإنفصالية، إلى جمهورية زامبيا في زيارة رسمية استُقبِل فيها من لدن الرئيس الزامبي إدغار لونغو، إضافة إلى وزير الخارجية وأعضاء عن الحكومة، وسط إشارات تفيد بإعادة البلد الإفريقي لإعترافه بالجمهورية الوهمية.

المجرم غالي، الذي قدم مباشرة من زيارة لدولة جنوب إفريقيا في إطار تحركاته قبل الموعد المرتقب، إلتقى الرئيس الزامبي لونغو في محادثات منفردة ناقشت، حسب وسائل إعلام محلية، “معركة تعزيز وحماية المكتسبات التي حققتها منظمة الاتحاد الإفريقي، والتشبث بميثاقه ومبادئه وقراراته”، في إشارة اعتبرت من لدن متابعين تأكيدا من الجبهة على مكانتها التيصنعتها لها أمها الجزائر المشلولة داخل المنظمة.

الزيارة التي تخفي خلفها رغبة الجزائر وجبهتها جر الدول الإفريقية إلى صفها في معركة عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، وأكد من خلالها زعيم البوليساريو بشكل منفرد، في تصريح لوسائل إعلام تابعة له، “وقوف زامبيا الراسخ إلى جانب كفاح الشعب الصحراوي المجهول العددِ والهوية”، وفق تعبيره.

وضمن قراءته لأبعاد هذه الزيارة، قال محمد بلباه، أستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية، إن “إعادة زامبيا لاعترافها بالجمهورية الوهمية غير مستبعد من جدول أعمال المشاورات، خاصة بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الزامبي لدولة جنوب إفريقيا مؤخرا”، كاشفا أن موقف زامبيا حيال الصحراء المغربية ظل دائما بين المد والجزر.

كما أكد بلباه أن أحد الخيارين المطروحين على المسؤولين في زامبيا يتمثل في إعادة الاعتراف بالجمهورية الوهمية من جديد بعد ما تم سحبه مؤخرا؛ وهو ما يمثل، حسبه، “لعبة تافهة تسيء إلى النظام بها”، فيما يكمن الخيار الثاني، حسب المتحدث ذاته، في الخروج بموقف سلبي تجاه المغرب قائم على نسج علاقات سياسية طبيعية مع المغرب وأيضا مع البوليساريو في الوقت نفسه.
ورجح الخبير في الشؤون الإفريقية أن تسير زامبيا في اتجاه الإقرار بحقوق المغرب العودة إلى أحضان المنظمة الإفريقية التي انسحبت من نسختها الأولى سنة 1984، مقابل تحمله لواجبات الميثاق التأسيسي للاتحاد عبر احترام الدول الأعضاء فيه؛ وفي مقدمتهم التنظيم الانفصالي، وفق تعبيره.
موقف زامبيا من القضية الذي ظل يراوح موقفين متناقضين، حسب بلباه، ليس في صالح النظام بهذه البلاد نظرا لفقدانه المصداقية الكافية لدى المنتظم الإفريقي، مذكرا بالمحطات التاريخية التي عرفت إعلان وسحب المسؤولين في لوساكا لاعتراف بلادهم بجمهورية البوليساريو، والتي كان آخرها سحبه في سنة 2016
الجزائر المشلولة توجه بوصلتها نحو زامبيا لحصد دعم وهمي عبر بيادق إبنتها “البوليساريو”.

 

أحمد الصالحي بوسكة.هدى بريس