تواصل السلطات الجزائرية التغطية على الجرائم التي ترتكبها البوليساريو في مخيمات تندوف رغم التحذيرات الحقوقية والإنسانية لضرورة التحرك لإيقاف انتهاكات الجبهة الانفصالية.

وتعاني تندوف من تفشي الإجرام في المخيم الذي تديره الجزائر وميليشيات من جبهة البوليساريو فيما يقدم المغرب حق العودة دون شروط لكل الصحراويين إلى مدن الصحراء ضمن مقترحه بحكم ذاتي للصحراء المغربية تحت سيادته.

وكانت السلطات الأمنية المغربية قد فككت الكثير من الشبكات الإجرامية تنشط في تجارة المخدرات وينحدر عناصرها من مخيم تندوف.

وقال صلاح عبد اللاوي المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية – فرع المغرب الأربعاء إن السلطات الجزائرية لا تزال تعمد إلى التغطية عن الجرائم التي ارتكبتها جبهة البوليساريو في المخيمات.

وأوضح في تقرير سنوي للمنظمة أن الجزائر استمرت في نهج سياستها رغم النداءات المتكررة التي أطلقتها العديد من المنظمات الحقوقية والدولية لمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب تلك الجرائم.

واعتبر استنادا إلى هذا التقرير الذي يحمل عنوان “حالة حقوق الإنسان في العالم” والذي شمل دراسة الوضعية الحقوقية بنحو 159 بلدا أن حركة حقوق الإنسان تشهد تحديا ملحوظا بالعديد من البلدان، لاسيما بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا لكون العديد من الحكومات بالمنطقة “ترجح المقاربة الأمنية في التعامل مع قضايا حقوق الانسان”.

واللافت أن النشاطات الإجرامية لعناصر من تندوف لا تتوقف على تجارة المخدرات، حيث سبق أن أفادت تقارير بوجود أنشطة إرهابية أيضا في المخيم الذي تشرف عليه الجزائر وميليشيات البوليساريو.

ويعاني الصحراويون في مخيم تندوف من الفقر والتهميش فيما تستخدمه الجزائر وجبهة البوليساريو ورقة ضغط سياسية على المغرب.

ودفع التهميش والفقر العديد من ساكني تندوف إلى الانخراط طوعا وكرها في أنشطة إجرامية يبدو أنها تدار تحت إشراف الجبهة الانفصالية وبعلم من السلطات الجزائرية.

وكانت الجزائر بدورها قد أعلنت في أكثر من مرة القبض على تجار مخدرات في تندوف في إعلانات وصفها متابعون لشؤون المخيم بأنها ذر رماد على العيون للتظاهر بأن السلطات الجزائرية تتصدى لهذا النشاط الإجرامي.

وروج الانفصاليون ووسائل الإعلام الجزائرية الرسمية مؤخرا إلى أن عودة المغرب للعائلة الإفريقية تستوجب اعترافا بما يسمى بالجمهورية الصحراوية، إلا أن الرباط بددت تلك الأحلام معلنة تمسكها بسيادتها على كافة ترابها بما في ذلك صحراؤها وأنها لن تعترف إطلاقا بالكيان المزعوم.

بلقاسم الشايب