تم مساء يوم الثلاثاء بمدينة آسا (إقليم آسا الزاك) الإعلان عن إدراج الموسم الديني السنوي لزاوية آسا (ملكى الصالحين) ضمن الجرد الوطني للتراث الثقافي المغربي.

وجاء ذلك خلال اللقاء التناظري الأول حول “مسار الاعتراف بموسم وزاوية آسا تراثا ماديا ولا ماديا وطنيا” الذي نظمه المجلس الإقليمي لآسا الزاك بتعاون مع وزارة الثقافة إعلانا عن إطلاق مسار تحضير ملف الموسم الديني (ملكى الصالحين) في أفق تسجيله ضمن لائحة التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة ” اليونيسكو” في إطار اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي.

كما أكد مصطفى النامي ، مسؤول بمديرية التراث بوزارة الثقافة الذي أعلن ، خلال هذا اللقاء، عن إدراج الموسم الديني ضمن الجرد الوطني للتراث الثقافي المغربي، أن الموسم يتوفر على جميع الشروط لتسجيله ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة ” اليونيسكو”، مشيرا إلى أن عبارة “ملكى الصالحين” تختزل مجموعة من المعاني ينطبق عليها تعريف “اليونيسكو” لمفهوم التراث الثقافي غير المادي.

وأوضح السيد النامي، وهو رئيس مصلحة التراث غير المادي، أن موسم “ملكى الصالحين” هو ملتقى لجميع الروافد الثقافية والحوار والتبادل مما يجعله عنصرا من عناصر التراث الثقافي الوطني حسب السجل الوطني الذي تدرج فيه جميع عناصر هذا التراث.

وبموازاة مع إطلاق مسار التحضير لهذا للمشروع من طرف المعنيين بالإقليم من سلطات محلية ومنتخبين ومهتمين بالتراث الثقافي المحلي، سيتم ، يضيف المسؤول ذاته، جرد وتوثيق ودراسة جميع مكونات التراث الثقافي بمنطقة آسا (قصر آسا، واحة آسا، نقوش صخرية، مواقع أثرية تعود لما قبل التاريخ، ومكونات أخرى من التراث الثقافي غير المادي).

من جهته، أكد مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث السيد عمر أكراس، على أهمية تراث منطقة آسا الغنية بالموارد التراثية التي يتعين جردها ودراستها بطريقة منهجية للمحافظة عليها وجعلها موردا اقتصاديا، لأن تحقيق أي تنمية ، يضيف المسؤول ذاته، مرتبط بالتعرف على تراثها كاملا ماديا ولا ماديا وفق مقاربة تشاركية مع الكفاءات المحلية، داعيا إلى التفكير في إنشاء مؤسسة تعنى بالمحافظة على هذا التراث وجمعه والتعريف به ليكون جاذبا للسياحة بالمنطقة.

كما أبرز من جهة أخرى، أن المعهد، المحدث قبل 30 سنة والذي يعمل على تكوين أطر تهتم بالتراث الثقافي في عدة مجالات، قام إلى الآن بتكوين حوالي 80 في المائة من القائمين على التراث بالمغرب حاليا .

وكان عامل إقليم آسا الزاك السيد حسن صدقي قد أكد في مستهل هذا اللقاء، على أهمية تصنيف موسم آسا مما سيشكل قيمة مضافة للمنطقة الغنية بعدة مؤهلات من واحة وقصر وقصبة ونقوش صخرية ومواقع أثرية ومنظومة إيكولوجية.

من جانبه، أبرز رئيس المجلس الإقليمي لأسا الزاك السيد رشيد التامك ، أن هذا اللقاء التناظري الأول يشكل لبنة أولى لوضع موسم آسا وزاويتها وقصر آسا ضمن سجل التراث الوطني المادي واللامادي ، مستحضرا الإرث التاريخي والحضاري القديم لمدينة آسا وزاويتها الضارب بجذوره في عمق أفريقيا والوطن العربي والإسلامي .

كما أضاف أن من شأن هذا التصنيف أن يشكل رافعة للتنمية بإقليم آسا ، وعاملا مساعدا على تثمين الخصوصية التاريخية والحضارية لهذا الإقليم وانفتاح هذه الزاوية على محيطهما الجهوي والوطني والدولي، مؤكدا على ضرورة إحداث منشأة أثرية تروم المحافظة وصيانة القطع الأثرية والمخطوطات التاريخية بما يساهم في إدارج هذا الموروث الهام ضمن السياحة الثقافية والصحراوية والدينية.

وأكد باقي المتدخلين أن مبادرة تصنيف موسم آسا الديني كملتقى للعلماء والأولياء والباحثين عن الغذاء الروحي ستشكل رافعة للتنمية المحلية بالمنطقة .

وتم خلال هذا اللقاء تقديم عرضين، الأول تمحور حول اتفاقية حماية التراث العالمي من حيث المفهوم والأهداف وشروط التصنيف ضمن لائحة التراث العالمي وأصناف التراث، وكذا كيفية تدبير الممتلك المصنف . أما العرض الثاني فتمحور حول اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي من حيث التعريف بها وبأهدافها وتصنيفات التراث الثقافي المادي وغير المادي وكيفية التسجيل في لوائح هذه الاتفاقية.

وتوج هذا اللقاء بتوقيع اتفاقية شراكة وتعاون تهدف إلى المحافظة على الموروث الثقافي المادي وغير المادي بإقليم آسا الزاك من أجل تثمينه والتعريف به وذلك بين المجلس الإقليمي لآسا الزاك ومديرية التراث الثقافي بوزارة الثقافة والمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث والمديرية الجهوية للثقافة بجهة كلميم واد نون والمجلس الجماعي لآسا.