زارت كيم بولدك، رئيسة بعثة الأمم المتحدة  في الصحراء المغربية، المعروفة بـ”المينورسو”، وقائد قوات البعثة، شياو جون، مخيمات تندوف، بالجنوب الغربي للجزائر.

 

وتأتي هذه الزيارة على خلفية ما يحدث في منطقة الكركرات جنوب المغرب، حيث دارت مباحثات المسؤولين الأمميين مع قيادة جبهة البوليساريو  الإنفصالية (المصنوعة من طرف الجزائر) حول تطورات الوضع هناك والاستفسار بشأن عدم امتثال الجبهة لبيان الأمين العام للأمم المتحدة بانسحابها من هذه المنطقة العازلة.

 

واعتبر صبري الحو، الخبير في القانون الدولي والهجرة وقضية الصحراء، في حديث لـ”العرب”، أن زيارة كل من رئيسة وقائد قوات البعثة لتندوف جاءت من أجل حث البوليساريو على الانسحاب “بشرف”، لأن الأمور لا تحتمل التعنت والمناورة والابتزاز مقابل موقف أو وعد.

 

وشدد الحو على أن الأمر لا يحتمل أكثر من الانسحاب أو إجبارها على ذلك بقرار من مجلس الأمن، “أو استئناف الحرب وتحميلها المسؤولية عن عواقب ما ستؤول إليه الأمور”، منها اعتبارها منظمة إرهابية وتبديد كل أمل في وجودها سياسيا، “و كثيرة هي المنظمات التي عرفت تلك النهاية”.

وأكدت وسائل إعلام تابعة للبوليساريو أن عبدالله لحبيب، وزير دفاع الجبهة الانفصالية، استقبل الخميس الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة البعثة الأممية المينورسو، حيث تناول اللقاء دور الأمم المتحدة في المنطقة بصفة عامة، وآخر المستجدات الميدانية، خاصة الوضع في منطقة الكركرات.

 

وبعد انسحاب المغرب الأحادي الجانب من منطقة الكركرات، ترفض البوليساريو الانسحاب بدورها. ويقول مراقبون، في هذا الصدد، إن الجبهة الانفصالية تحاول منذ أشهر إخضاع منطقة الكركرات العازلة لشروطها، إذ تعتبرها “منطقة محررة” مثل منطقتي بئر الحلو وتفاريتي في حين أنهامنطقة عازلة يجب أن تكون منزوعة السلاح

 

توقعات بإقامة المينورسو مركز مراقبة دائم في المنطقة لضمان إرجاع الوضع إلى ما كان عليه قبل 11 غشت الماضي

قام المغرب، في أغسطس الماضي، بعملية تطهير للمنطقة من الجماعات الإرهابية، وآثار التهريب، وتجارة المخدرات بموجب الاتفاق العسكري رقم 1 المتعلق بوقف إطلاق النار.

 

وأشار الحو إلى أنه بعد اختيار البوليساريو البقاء في منطقة الكركرات وعدم الانسحاب منها “وضعت نفسها في مأزق حقيقي”، لأنها رفضت الاستجابة لطلب الأمين العام للأمم المتحدة الجديد أنطونيو غوتيريس.

 

واعتبر مراقبون أن البوليساريو والدول الداعمة لها تقوم بمحاولات حثيثة للتأثير في ما سيتضمنه تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، الذي سيقدمه أمام مجلس الأمن، وأيضا تسعيان للتأثير على التقرير السنوي لمجلس الأمن، بخصوص قضية الصحراء المغربية.

 

وتزامنت زيارة كل من كيم بولدك وشياو جون، مع ترحيب أنطونيو غوتيريس والمنتظم الدولي بإعلان المغرب انسحابه الأحادي من منطقة الكركرات الحدودية جنوب الصحراء، والذي اعتبراه خطوة إيجابية على طريق تخفيف حدة التوتر.

 

وقال ملاحظون إن زيارة بولدك لمخيمات تندوف في هذه الظرفية الحرجة تعتبر مؤشرا قويا على أن المغرب استطاع بموقفه أن يحفز الأمم المتحدة على استعمال أوراق ضغطها

ويستنتج صبري الحو أن المينورسو ستحاول إقناع الجبهة الانفصالية بأنها ستقيم نقطة ومركز مراقبة قارّا في المنطقة، لضمان إرجاع الوضع إلى ما كان عليه قبل 11 أغسطس الماضي، وهو شيء ستقبل به البوليساريو “بمرارة” لأنها أوهمت قواعدها بأن “وجودها في الكركرات أبدي”.