تنكر عبد الله التوبالي، المحكوم ب25 سنة في أحداث «إكديم إيزيك» بالعيون، إلى رفاقه المتابعين في الملف ذاته، وأكد أمام الهيأة القضائية بملحقة محكمة الاستئناف بسلا أنه لا يعرفهم، كما استنكر أمام المراقبين الدوليين وهيأة الحكم ما أسماها «الأفعال الإجرامية» التي ارتكبها المتهمون في حق عناصر القوات العمومية.

وأوضح التوبالي أن عبد الرحمان الوزنة، القائد الجهوي للدرك الملكي بالعيون سابقا، تعامل معه بإنسانية عالية وأوصى ضباط الشرطة القضائية بعدم ضربه، وسلمه حليبا وخبزا، أثناء وضعه رهن الحراسة النظرية، وفند الجاني ما ذهب إليه بعض الموقوفين بتعرضهم للتعذيب على يد القائد الجهوي.

وأوضح الموقوف أنه ليلة الأحداث التي شهدها المخيم كان موجودا بالمستشفى العسكري الثالث بالعيون بسبب ارتكابه حادثة سير يجهل هوية الشخص الذي صدمه عمدا، مشددا أمام المراقبين الدوليين على أنه كان ضمن لجنة الحوار مع وزير الداخلية وإلياس العماري المبعوث من القصر الملكي ووالي الجهة والحضرمي المسؤول عن الإنعاش الوطني، مضيفا أن الضابطة القضائية وجهت إليه أسئلة حول علاقته بالمتهم الرئيسي النعمة الأصفاري وعن علاقاته بجبهة بوليساريو وبندوة نظمت بالجزائر وبأطراف أخرى في الاستخبارات الجزائرية.

وطلب المتهم نفسه من المحكمة حضور كجمولة منت أبي، البرلمانية السابقة عن حزب التقدم والاشتراكية للاستماع إلى شهادتها باعتبارها شاهدة على عدم وجوده بالمخيم أثناء اندلاع المواجهات العنيفة، فيما رفضت المحكمة الملتمس، واعتبرت النيابة العامة أن الموقوف صرح بمحاضر الضابطة القضائية أنه كان يتلقى التعليمات من النعمة الأصفاري ومدير المخيم محمد بوریال، ووزع الأسلحة البيضاء وهي عبارة عن سكاكين وحجارة وقنينات زجاجية حارقة على ملثمين كانوا يحرسون المخيم، قصد إلحاق أكبر عدد من القتلى في صفوف القوات العمومية، ودهسهم بسيارات رباعية الدفع.

وعاد التوبالي إلى التأكيد أنه تعرف على أربعة موقوفين كانوا ضمن لجنة الحوار مع وزير الداخلية وأن معرفته بهم ازدادت فور وصوله إلى السجن المحلي بسلا، مضيفا أنه تعرض للتعذيب طيلة شهرين بالسجن من قبل مسؤولين بالمؤسسة السجنية.

وشدد المصرح ذاته على أن تصريحاته أمام قاضي التحقيق لا أساس لها من الصحة، في الوقت الذي شددت فيه النيابة العامة على أن الموقوف كان في كامل قواه العقلية والنفسية أثناء تصريحه أمام غرفة التحقيق، وأن كلامه يؤكد علاقته بمتهمين في الملف وبتلقيه تعليمات تحت إشراف النعمة الأصفاري الذي يعتبر بمثابة «رأس الحربة»، وعاد المتهم إلى التأكيد أن مثوله أمام قاضي التحقيق تزامن مع وفاة شقيقه الأصغر في حادثة سير بالعيون.

وأوضحت النيابة العامة في مرافعتها أن التوبالي كان على تنسيق دائم مع متهمين في الملف كانوا يتلقون تعليمات خارجية من أجل رفض وعود وزير الداخلية وبالانتفاضة وبإلحاق أكبر عدد من القتلى في صفوف عناصر القوات العمومية