توقع حزب “جبهة التحرير الوطني” الحاكم في الجزائر، اليوم الإثنين، أن تشهد الانتخابات البرلمانية المقررة 4 مايو/أيار المقبل، مشاركة أكثر من 50% في التصويت، بعد تسجيل نسبة عزوف قياسية في آخر اقتراع العام 2012.

جاء ذلك في تصريح لجمال ولد عباس، الأمين العام للحزب، عقب استقباله وفداً عن لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس الأمريكي، يزور الجزائر للوقوف على التحضيرات للانتخابات البرلمانية.

وقال ولد عباس، “أتوقع مشاركة تتجاوز نسبة 50 %، خلال الانتخابات القادمة، وتحقيق هذا المستوى من الإقبال سيساهم في أمن واستقرار البلاد”.

وتوالت خلال الأيام الأخيرة تصريحات من مسؤولين وسياسيين بالجزائر تحث الناخبين على الإقبال بكثافة على الانتخابات، والتي وصفها وزير الداخلية نور الدين بدوي، الأسبوع الماضي، بـ”المحطة الهامة لحفظ استقرار البلاد”.

ومنعت وزارة الإعلام الجزائرية، في تعليمة وجهتها لوسائل الإعلام المحلية قبل أيام، الترويج لخطاب المقاطعة في الانتخابات.

كما طغت دعوات المشاركة بكثافة في الانتخابات على خطابات المرشحين وقادة الأحزاب في لقاءاتهم مع المواطنين مع انطلاق الحملة الانتخابية أمس الأحد.

وسجلت آخر انتخابات نيابية جرت العام 2012 نسبة عزوف غير مسبوقة عن صناديق الاقتراع، حيث لم تتعد نسبة المشاركة 43% من مجموع أعداد الناخبين.

ويشارك الانتخابات المقبلة، حسب أرقام رسمية، 53 حزبًا وعشرات القوائم لمستقلين، وتستمر الحملة الانتخابية 3 أسابيع لكسب تأييد أكثر من 23 مليون ناخب، وهذه هي سادس انتخابات نيابية تعددية في البلاد منذ إقرار دستور الانفتاح السياسي العام 1989.

ودخلت الحملة الانتخابية للاقتراع البرلماني المقرر بالجزائر في الرابع من مايو/ أيار القادم، يومها الثاني وسط رحلات مكوكية لقادة الأحزاب والمرشحين عبر محافظات البلاد لنشر برامجهم وتحسيس المواطنين بضرورة المشاركة نظرا لشبح العزوف الذي يحوم حول هذا السباق.

وانطلقت أمس الأحد رسميا الحملة الانتخابية للانتخابات البرلمانية والتي يشارك 35 حزبا سياسيا وعشرات القوائم المستقلة التي تتنافس على 462 مقعد في المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان) وذلك في سباق يدوم ثلاثة أسابيع.

واختار تحالفان إسلاميان كبيران تدشين السباق بعمل جواري في العاصمة من أجل شرح برامجهما للمواطنين ويتعلق الأمر بحركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي) وجبهة التغيير بقيادة الوزير السابق عبد المجيد مناصرة، اما التحالف الثاني فيضم ثلاثة أحزاب هي جبهة العدالة والتنمية، وحركة النهضة، وحركة البناء الوطني.

من جهتهما اختارا الحزبان الاولان للموالاة (الائتلاف الحكومي) وهما حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم وشريكه في الحكومة التجمع الوطني الديمقراطي شرق البلاد أين نشطت قيادتهما مهرجانات شعبية لكسب تأييد الناخبين.

والتقت كافة خطابات السياسيين مع بداية السباق على حث المواطنين على ضرورة التصويت بكثافة “خدمة للاستقرار والتنمية” وكذا “لانتخاب برلمان قوي وفرض التغيير” كما نقلت وسائل إعلام محلية عنهم.

وفي عز الحملة الانتخابية واصل رئيس الوزراء عبد المالك سلال جولاته الرسمية عبر المحافظات أين تنقل الإثنين إلى محافظة الجلفة (جنوب العاصمة) لتدشين مشاريع تنموية حسب بيان للحكومة.

وباستثناء بعض الأحزاب التي توصف بالكبيرة نقلت وسائل إعلام محلية أن مرشحين وأحزاب عجزوا عن ملء قاعات لتنشيط مهرجانات انتخابية بسبب وجود عدم اهتمام شعبي.

وبالعاصمة يلاحظ المتجول في شوارعها الكبرى وحتى احيائها بعد ساعات من الانطلاق الرسمي للسباق غياب الملصقات الخاصة بالمترشحين والأحزاب في اللافتات التي نصبتها السلطات بمختلف الأماكن العامة فضلا عن عدم وجود مظاهر الحماس الشعبي مع بداية المنافسة.

وقال شهاب صديق متصدر قائمة في العاصمة في التجمع الوطني الديمقراطي (ثاني أكبر حزب في الموالاة) للاناضول إن “الثقة ستعود تدريجيا، نحن في التجمع الوطني الديمقراطي لدينا مشروع سياسي يتجاوب مع طموحات الشعب الجزائري”.

وتابع بالقول “هذا زيادة على تحسن وتطوير القدرة الشرائية باستمرار، لابد أن نحافظ على مجانية التعليم والصحة ودعم سياسة الإسكان، هذه العناصر من شأنها التخفيف من وطأة الأزمة، وتسترجع الثقة بين المواطن والدول”.

من جهته قال عبد المجيد مناصرة متصدر قائمة العاصمة لتحالف حركة مجتمع السلم (إسلامي) “لم نجد كل الناس يائسين ولا كلهم ضد الانتخابات، بل الأغلبية في بشاشة لهم رأي، هناك من يريد المشاركة، وهناك من يؤيدنا، وآخرون يسألوننا أشياء من أجل الجزائر”.

وأوضح للأناضول “نريد أن النواب الذين يصلون إلى المجلس الشعبي الوطني يوم 4 مايو/ أيار لا يكونون فاسدين، وألا يكونوا قد ترشحوا بالفساد، وألا تكون أحزاب وضعت على رأس قوائمها أشخاصا فاسدين ليصلوا إلى داخل البرلمان لإفساد مؤسسات الدولة، ويشرعون بطريقة فاسدة تفسد حياة الناس″.

 

Bewaren