تتواصل حملة الانتخابات البرلمانية المقبلة في الجزائر، والتي من المقرر إجراؤها في الرابع من  ماي  المقبل، ومعها تتواصل الحرب الكلامية بين حزبي السلطة، جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، رغم محاولات التهدئة التي قام بها أحمد أويحيي الامين العام للتجمع، الا أن جمال ولد عباس الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني مصر على التصعيد.

وكان أحمد أويحيى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي والذي يشغل أيضاً منصب مدير ديوان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد أكد أنه لم يكن يقصد جمال ولد عباس بكلمة «بابا نوال»، وأنه لم يقصد أيضاً حزب جبهة التحرير الوطني لما قال إن بعض الأحزاب تخوض الحملة الانتخابية دون أن يكون لديها أي برنامج تعرضه على الجزائريين.

من جهته رفض جمال ولد عباس الإنصات الى هذه التبريرات مؤكدا أن أحمد أويحيي أساء الى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لانه انتقد حزب جبهة التحرير الوطني، واساء ايضاً الى الثوار لانه حزب الثوريين، معتبراً أن غريمه ارتكب خطأ لا يُغتفر! وهو الاتهام الذي لم يعره التجمع الوطني الديمقراطي أي اهتمام، معتبراً أنه لا أساس له من الصحة.
وقال مصدر من التجمع إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هو رئيس كل الجزائريين ولا يمكن ان يتحول الى ملكية لقيادة حزب جبهة التحرير الوطني، مشيراً الى أن الاتهام الذي أطلقه ولد عباس لا ليس له أي أساس، وأن الرئيس بوتفليقة لا يستمع الى مثل هذا الكلام ولا يمكن أن يهتم به.

الصراع الدائر بين الحزبين اعتبرته الصحافة الجزائرية ممهداً لصراع أكبر وهو الانتخابات الرئاسية المقبلة، اذ قالت صحيفة «الخبر» ( خاصة) إن الصراع الدائر هذه الأيام لا علاقة له بالانتخابات البرلمانية، لانها لن تشهد مفاجئات كبيرة، وإنما لها علاقة بالتحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن التنافس اندلع بين أحمد أويحيي وعبد المالك سلال رئيس الوزراء الحالي.

ويرى أحمد أويحيي الذي شغل مناصب عدة منها رئيس حكومة ورئيس وزراء مرات عدة نفسه مشروع رئيس، وأنه قد يكون المرشح الانسب بالنسبة للنظام، كما أن أويحيي الذي يعتبر أن الرئاسة هي لقاء رجل مع قدره، يعتقد أن قدره هو أن يكون نزيل قصر المرادية (الرئاسة)، في حين ربما يفكر عبد المالك سلال أنه اذا كان قد وصل الى منصب رئيس وزراء وعمّر فيه حوالي خمس سنوات، رغم ان أحداً لم يتنبأ له بذلك، فلا شيء يمنع أن يترشح للرئاسة وينجح فآلهة الحظ كانوا أكثر من كرماء معه ولا مانع من أن يكملوا الجميل، خاصة وأن شخصيته المرحة والمرنة مكنته من نسج علاقات مع كل الاطراف الفاعلة داخل النظام، كما أنه كان ولا زال يفتخر بانه رجل الثقة بالنسبة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مما قد يعطيه «شرعية» أن يكون الوريث.