أثار مقال رأي لإلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي استياء تركيا، بعد أن وصف الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي تقدم به حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، للانتقال من النظام البرلماني إلى الرئاسي، بـ”استفتاء حول عاصمة الخلافة”.

 

وقد صوت الناخبون الأتراك لصالح التعديلات الدستورية مساء الأحد 16 أبريل الجاري، بـ”نعم” والذين قدر عددهم بـ 24 مليونًا و763 ألفًا و516 مواطنًا، فيم صوت بـ”لا” 23 مليونًا و511 ألفًا و155 مواطنًا، وستتيح هذه التعديلات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان المستقيل من عضوية حزب العدالة والتنمية سنة 2014، الحق في الانتساب للحزب من جديد، بعد أن كان الدستور التركي ينص على حيادية الرئيس وعدم الانتماء لأي حزب سياسي.

 

وكتب العماري تعليقا على النتائج يقول فيه إنه “بعد صراع طويل ومرير حول طبيعة الدولة في تركيا، استطاع رجب طيب أردوغان أن يمرر التعديلات الدستورية التي تمنح لرئيس الجمهورية صلاحيات أوسع، وتُحوِل بذلك تركيا إلى دولة ذات نظام رئاسي. قد يظهر للبعض أن ما يحدث في تركيا اليوم هو مجرد تنافس سياسي وإيديولوجي بين جبهتين متعارضتين، الأولى تتشبث بالنموذج الأتاتوركي والأخرى تدافع عن النموذج الأربكاني، غير أن قليلا من التمعن يقودنا إلى أن رهانات النموذج الذي يتزعمه أردوكان له جذور في المرجعية الفكرية للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي أسسه حسن البنا، والتي تهدف إلى إعادة نموذج الخلافة الإسلامية”.
كما اعتبر رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة الذي يستعد لإصدار كتاب حول ” تحولات الجماعات الإسلامية: التنظيم العالمي للإخوان المسلمين نموذجا”،أنه “باستفتاء 16 أبريل، يكون أردوغان قد أطلق مغامرة يعلن من خلالها الحرب الدينية والأهلية والحضارية والثقافية داخل تركيا وخارجها”.

 

من جهتها ردت السفارة التركية بالرباط على مقال العماري قائلة إنه ” إساءة للعالم الإسلامي بأسره، وأحكام مسبقة وأفكار مفتراة، لا يمكنها أن تساهم في تطوير العلاقات الأخوية التي تجمع المغرب بتركيا”.

وخاطبت العماري بالقول ” لن تكون أفضل من عزم تركيا على حماية وتطوير قيم الحداثة”.

 

Bewaren