مما لاشك فيه فإن كيس الحليب المغشوش أصبح عملة نادرة في الجزائر. فبعد فضائح طوابير البطاطا،إهتز الحي الشعبي الفوضوي بمنطقة شوف لكداد بسطيف على وقع فضيحة وجريمة قتل مأساوية راح ضحيتها شاب لم يتجاوز العقد الثالث من العمر بسبب تافه، حيث وقع خلاف بين الضحية والجاني على كيس حليب. وتمكن أفراد الدرك الوطني من القبض على الجاني هاربا بحي كعبوب عند المدخل الشرقي للمدينة، بعد ساعات فقط من وقوع الجريمة.

 
الجريمة التي كانت “الخبر” شاهدة عليها ولدت غضبا كبيرا لدى سكان الحي الفوضوي المعروف بتجذر كل أنواع الجريمة بداخله، خاصة أنه يعتبر من مخلفات العشرية السوداء التي مكنت من توطين الكثير من البدو الرحل الوافدين من ولايات عديدة هروبا من جحيم الإرهاب، زيادة على أن الحي الفوضوي كان ملاذا للعائلات السطايفية التي ملت من انتظار حلم السكن، حيث قامت ببناء سكنات فوضوية جلها من القصدير والأميونت.
علما أن الضحية المدعو “ع. ع”، 32 سنة، كان من أحسن الناس خلقا حسب رواية الجيران وأهله، كان مثابرا في دراسته وتمكن من نيل شهادة البكالوريا رغم تقدمه في السن. دخل الجامعة وتحصل على شهادة الدراسات التطبيقية، عمل في مصالح دائرة سطيف في عقود ما قبل التشغيل، ثم تقدم للزواج قبل أشهر قليلة، ورزقه الله بطفلة بهية الطلعة تبلغ اليوم من العمر 5 أشهر.
في ليلة الحادثة، يروي اثنان من أصدقائه كيف أنهم تبادلوا أطراف الحديث قبل صلاة المغرب، حيث أدى الصلاة في جامع الحي، قبل أن يمر بأحد المحلات التجارية الفوضوية، دخل لشراء كيس حليب، سأل صاحب المحل: “خويا كاش حليب؟”. أجاب صاحب المحل الذي كان رفقة أخيه “ماكناش الحليب”، ثم التفت الضحية إلى الثلاجة الموجودة بالمحل وفتحها فوجد بداخلها كميات كبيرة من أكياس الحليب، هنا التفت إلى صاحب المحل وقال “الحليب موجود لماذا تكذب علي؟”. فأجاب الآخر: “ما نبعلكش أنت روح اخطيني”. وهنا دخل الضحية في سجال كلامي معه دون أن ينتبه إلى أخيه الآخر الذي كان يحمل سكينا كبيرا يقطع به حبات البطيخ، ودون سابق إنذار قام الجاني “ب. ع” المدعو “دعموشة” بغرز الخنجر في رقبة الضحية، لتنطلق الدماء بسرعة كبيرة، فترك الأخوان الضحية يتخبط في بركة من الدماء ولاذا بالفرار، حيث تم القبض عليهما معا في ضواحي حي كعبوب عند المدخل الشرقي بالمدينة.
تدخل الجيران من أجل إسعاف الضحية الذي كان يلفظ آخر أنفاسه، في وقت سمع أهل الضحية الخبر الذي نزل كالصاعقة على والده “عمي إبراهيم” المعروف بطيبته الكبيرة، كاد يجن هو وشقيق الضحية، خاصة أن الوالد فقد ابنا له في نفس العمر في السنة الماضية حين دهسته شاحنة أمام المنزل.

 

المصدر:الخبر

أحمد الصالحي.هدى بريس

 

Bewaren

Bewaren

Bewaren