نُشر مؤخرا تقرير إمريكي يعطي صورة قاتمة سوداء عن الجزائر ويتنبأ لها بمستقبل خطير ودوامة لا خروج منها ولا حلول لها لأنها أضاعت  فرصا أُتيحت لها وهاته الفرص لن تُعوض من جديد .وقد جاء في التقرير الأمريكي ما يلي حرفيا كما تم نشره:

 

التقرير نشره موقع “انترناشيونال بوليسي دايجست”- ويقول : مع إصابة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بأول نوبة قلبية، تم نقله بسرعة إلى مستشفى فرنسي للحصول على الرعاية الطبية في سرية تامة, ومنذ ذلك الوقت تتنافس العديد من الجماعات القوية سرا على منصب الرئيس ولكن دون جدوى ومع ذلك، يبدو أن بوتفليقة على الرغم من ضعفه بسبب المرض الا أنه يلزم كرسي متحرك للتنقل، وما تزال السلطة في يديه ويتمتع بثقة الجيش القوي.

 

وأضاف الموقع الأمريكي في التقرير  أن الجزائر غير واضحة المعالم بعد، يذكرنا هذا الحليف الذي كان قائما منذ زمن طويل وراعي روسيا بأنه عندما كان يشعر المعارضون بأن نهاية النظام قريبة أخطأوا كثيرا.

 

ولفت الموقع إلى أن اقتصاد الجزائر يعتمد اعتمادا كليا تقريبا على عائدات النفط ومثل العديد من الدول المنتجة للنفط في المنطقة، قد أصبحت الجزائر دولة ريعية ضخمة تستخدم النفط كوسيلة لشراء السلام الاجتماعي عبر ما يسمى بسياسة توزيع الثروة، لكنها تهدف في نهاية المطاف إلى إدامة النظام المطلق الذي يسيطر عليه بقوة في كل مكان الجيش.

وفي ظل هذا النظام الغريب، يذهب نصف إيرادات النفط إلى حسابات مصرفية سويسرية سرية يملكها كبار قيادات الجيش، الذين يعتبرون أنفسهم الراعي الوحيد والمشروع لاستقلال الجزائر. وعلى العموم فإنهم مستعدون لاستخدام القوة، إذا لزم الأمر، لحماية فوائدهم المادية قبل الاستقلال للحفاظ على السلطة، حتى باستخدام أساليب وحشية مثل العنف الثوري.

 

ومع تراجع ​​أسعار النفط، ستواجه الجزائر قريبا بعض الخيارات الصعبة, في البداية، فإنه من المحتمل أن يستفيد من صندوق السيادة للحفاظ على الوضع الاجتماعي الراهن، ولكن بمجرد أن يتم استنزاف هذا الصندوق، فإنه لن يكون هناك بديل آخر وعلى الجزائر أن تختار من بين عدة خيارات صعبة واقعية تتمثل في خفض الدعم وهذا قد بدأ بالفعل .

 

وقد سبق هذا الفعل المحفوف بالمخاطر، في العام الماضي أو نحو ذلك، وضع شروط صارمة على استيراد السيارات مما أدى إلى توترات دبلوماسية من ألمانيا التي منعت مركباتها المصنعة من الدخول إلى السوق الجزائري.

 

وفي الجزائر، كل شيء مدعوم من الدولة بدءا من الصحة وصولا إلى السكن، ومحاولة خفض هذه الإعانات سوف تعني الانتحار السياسي، وبما أنهم سيبدأون في الشعور بالواقع الاقتصادي، سيتوجه الجزائريون إلى الشوارع للتنديد بسياسة حكومتهم. في البداية سيؤدي هذا إلى شجار مع قوة الشرطة، ولكن مع مرور الوقت، سوف يؤدي إلى انتفاضات واسعة مع انضمام المزيد من الكتل المعارضة إلى المعركة.

 

وإذا كان لم يحدث الربيع العربي في الجزائر فذلك لأن الناس يتذكرون بوضوح الفظائع التي ارتكبت في الحرب الأهلية، وأرادوا أن يجنبوا بلدهم حلقة أخرى من الدم، لكن الآن الوضع مختلف بل هو معركة حول البقاء على قيد الحياة، وإذا حرم الجزائريون من الإعانات، فإنهم سيختارون الديمقراطية الشاملة بدلا من ذلك.

 

عند هذه النقطة، مستقبل الجزائر قاتم وغير مؤكد، وهناك حاجة ملحة للتغيير الفوري والجذري في السياسة والاقتصاد لتجنب الانتفاضات والاضطرابات في المستقبل. ومن المعروف جيدا أن الخبز يأتي قبل الديمقراطية، ولكن إذا لم تتمكن المؤسسة من توفير الخبز الحر، فإن الجزائريين سيدعمون الديمقراطية، من أجل الخبز مهما كان الثمن.

 

إبتسام محروس.هدى بريس

 

Bewaren

Bewaren

Bewaren

Bewaren

Bewaren