ورى الصحافي الجزائري محمد تامالت الثرى أمس الاثنين في مقبرة بوروبة في العاصمة بعد أن استلمت عائلته الجثة أمس الأول، مباشرة بعد انتهاء عملية التشريح، التي أمر بها وكيل الجمهورية لتحديد أسباب الوفاة.

وقد حضر الآلاف من المشيعين جنازة الصحافي تامالت، بالإضافة إلى عائلته وزملائه الصحافيين. حيث انطلقت من بيت عائلته في حي باش جراح الشعبي، نحو مقبرة بوروبة التي لا تبعد كثيراً عن منزل العائلة، وحضر الجنازة عدد كبير من الصحافيين والحقوقيين وبعض السياسيين، الذين حضروا لتوديع الصحافي، الذي توفي خلف القضبان، بعد توقيفه في حزيران/يونيو الماضي وإدانته في تموز/يوليو بسنتين سجناً و200 ألف دينار ( 1800 دولار) كغرامة مالية بتهمة إهانة هيئة نظامية والإساءة إلى رئيس الجمهورية، ليدخل بعدها في إضراب عن الطعام.

وقال عبد القادر تامالت شقيق الصحافي الراحل إن موت شقيقه لم يكن طبيعياً، لأنه لاحظ قبل أشهر أنه تعرض لإصابة في الرأس، وأنه بعدها منعت الزيارة لفترة طويلة عن عائلته، قبل أن يسمح لها بزيارته، وكانت حالته آنذاك قد بدأت تتحسن، وأنه رغم مطالبة محاميه بفتح تحقيق، إلا أن نتائج هذا التحقيق لم تظهر حتى الآن.

من جهته اعتبر أمين سيدهم محامي الصحافي الراحل أن نتائج التحقيق الذي طالب به لم يعلن بعد، موضحاً أنه لا يعلم إن كان موكله قد تعرض للضرب والاعتداء في السجن أم لا، وأن تحقيقاً موسعاً ونزيهاً هو وحده كفيل بالكشف عما حدث بالضبط للصحافي محمد تامالت، وأنه سيطالب بتسلم الملف الطبي لمحمد تامالت كاملاً غير منقوض من أول وثيقة حتى شهادة الوفاة.

واعتبر الحقوقي عمار خبابة أن ما حدث للصحافي أمر مؤسف فعلاً، وأن السلطة دائما ما تسد آذانها عن كل أشكال الاحتجاج، سواء تعلق الأمر بالإضرابات أو الاعتصامات أو حتى الإضرابات عن الطعام، وأنه كان الأولى بالسلطات الاستماع إلى الصحافي، وإطلاق سراحه لما تبين أن حياته في خطر، لكن لا أحد تحرك، وترك يواجه مصيره المأساوي لوحده.

ويعتبر محمد تامالت صحافياً ومدوناً مثيراً للجدل، عرف بكتاباته الجريئة والناقدة التي لا تخلو أحياناً من إساءة، والتي لم يسلم منها حتى زملاؤه في الكثير من الأحيان، وهو ما يفسر ربما عدم تضامن الكثيرين منهم معه عندما تم اعتقاله وسجنه، بعد نشره شعراً فيه سب في حق رئيس الجمهورية، الأمر الذي جعل النائب العام يتحرك لرفع دعوى قضائية ضده، بتهمة إهانة هيئة نظامية والإساءة إلى رئيس الجمهورية، ليدخل بعدها في إضراب عن الطعام، ورغم محاولات ثنيه عن الاستمرار في هذا الإضراب، إلا أنه أصر على مواصلته، الأمر الذي أدى إلى تدهور صحته.

وكانت مديرية السجون قد نشرت أمس الأول بياناً وضحت فيه ملابسات الوفاة، مؤكدة أن الصحافي استفاد من رقابة طبية طوال فترة تواجده في السجن، خاصة أنه كان يعاني من مرض السكري ومشاكل في الضغط، وأنه أصيب بعدها بجلطة دماغية أجريت له على إثرها عملية جراحية، قبل أن يتم اكتشاف أنه مصاب بالتهاب في الرئتين، ليسلم الروح بعدها بأسابيع.

 

14815823621535%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%aa%d8%a7%d9%85%d8%a7%d9%84%d8%aa

%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%aa%d8%a7%d9%85%d8%a7%d9%84%d8%aa2-jpg2

%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%aa%d8%a7%d9%85%d8%a7%d9%84%d8%aa-1481582364153556

%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%aa%d8%a7%d9%85%d8%a7%d9%84%d8%aa-1481582365154423

1481583248%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%aa%d8%a7%d9%85%d8%a7%d9%84%d8%aa