خصصت وكالة الأنباء الإسبانية “إفي” مقالا بشأن الزيارات الرسمية التي يقوم بها العاهل المغربي محمد السادس إلى العديد من دول العمق الإفريقي، قائلة إن “هذه التحركات تعكس الإستراتيجية الجديدة للمملكة المغربية التي ترتكز بالأساس على تقوية المشاريع الاستثمارية والاهتمام بالمجالين الديني والثقافي باعتبارهما سلاحا وقوة ناعم؛ وذلك من أجل توسيع نفوذه بعيدا عن الأساليب الدبلوماسية الكلاسيكية”.

وأضافت “EFE”، ضمن مقال اختارت له عنوان: “المغرب يستخدم قوته الناعمة للتوسع في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى”، أن “إستراتيجية الرباط متعددة الأبعاد تتجلى في اللجوء إلى الاستثمار في مجال الفوسفاط والأبناك، وكذا تكوين العديد من الأئمة الأفارقة وتقديم منح لآلاف الطلبة القادمين من مختلف الدول الإفريقية، بالإضافة إلى عملية إدماج وتسوية وضعية عدد كبير من المهاجرين غير النظاميين”.

وأكد سيغيني بامبا غاي، باحث سنغالي مختص في العلاقات المغربية الإفريقية، في تصريح للوكالة، أن  أثر على علاقته مع بلدان معروفة بمواقفها الداعمة لأطروحة جبهة البوليساريو”، موضحا أن “المغرب أصبح المستثمر الثاني بالقارة الإفريقية، وأن مبادلاته التجارية فاقت 40 ألف مليون درهم خلال سنة 2015″، وفق تعبيره.

وزاد بامبا غاي أن “المغرب اليوم يريد فتح آفاق التعاون التجاري مع الجميع، وثورته الاستثمارية بمختلف بلدان القارة غير مرتبطة بجهوده السياسية من أجل التصدي لمواقف البوليساريو”، مشيرا إلى أن “الأساليب الإستراتيجية المغربية لا تقتصر فقط على الجانب الاقتصادي، وإنما أيضا التربوي والديني”، فيما يرى المنبر الإعلامي المشار إليه أن “المغرب يسعى من وراء هذه التحركات إلى تنويع شركائه الاقتصاديين”.

وتابعت “إفي”، ضمن مقالها التحليلي، أن “مقاولات مغربية تريد تقوية حضورها وتعزيز فرص استثمارها في بلدان بإفريقيا الغربية، لاسيما في مجال الوكالات البنكية والبناء والفوسفاط والأسمدة والمعادن، باعتبارها قطاعات حيوية”، مؤكدة أنه بإمكان المغرب تغيير موازن القوة بالقارة السمراء التي ظلت لوقت طويل تحت هيمنة جمهورية جنوب إفريقيا، الحليف الاستراتيجي للجزائر الداعمة لجبهة البوليساريو.