البوليساريو منظمة غير مستقلة ،ارتمت في البداية في أحضان معمر ألقذافي و ظلت تخدم إستراتيجيته و أهدافه ، وحين انتهت مهمتها طوح بها في “حجر” هواري بومدين ، فظل يدعمها بالمال و العتاد و يتسول بها في الأسواق الدولية…إن البوليساريو منظمة ولدت فاقدة لاستقلاليتها ، لذلك فقدت مصداقيتها لأنها ظلت تنجز بالوكالة ما تعذر على الغير القيام به بالواضح…وكان الدعم الذي راكمته مصدره أمران:

-الأول ممنوح من منظمات غير حكومية في الدول الديمقراطية،اعتقادا منها أنها منظمة سيدة تدافع عن قيم نبيلة ، وتعاني من ظلم و غبن.

– الثاني من دول تربطها بالجزائر مصالح اقتصادية ، فيكون الموقف السياسي نوعا من المقايضة ، وهذه الدول ، و أغلبيتها من العالم الثالث ، لذا ظلت تبدل نظرتها للأشياء وفق قانون العرض و الطلب.
وفي السنوات الأخيرة انتبهت الكثير من المنظمات غير الحكومية و الفعاليات الإعلامية ،إلى حقيقة البوليساريو كدمية ، لا قرار لها ، تملى عليها المواقف من الغير حتى وهي تفاوض في أمريكا و غيرها… وفي الأيام الأخيرة ورد في جريدة “كناريان إيل ريا “الإسبانية مقالا للمحلل الإستراتيجي “رامون مورينو” يعتقد فيه أن نهاية البوليساريو اقتربت ، معتمدا على تغير موازين القوى بمنطقة المغرب العربي ، فالقذافي الذي ظل يدعم بالمال و العتاد ذهب إلى غير رجعة ، والإمكانيات التي كانت تسمح بفتح الصنابير عن آخرها تتراجع ، كما أن الدولة المتكفلة بالبوليساريو ماليا و عسكريا مطوقة بمطالب شعبها و شبابها الباحث عن العمل و الحياة الكريمة ، بعد تراجع أسعار البترول والغاز و لم يعد مقبولا أن يرى الأموال تضيع في رمال تندوف ، وهو مخنوق بالأزمات… كما ان عودة المملكة المغربية الى كرسيها بالاتحاد الافريقي قد ضرب بمصداقية بجمهورية الخيام ومن كان يدعمها ،لذا فإن تصريحات بعض مسوءولي البوليساريو بالعودة إلى حمل السلاح كلما ضاقت بهم الارض ، هو تهديد بالرصاص الفارغ…

ابو نعمة نسيب- كريتيبا- البرازيل