انتقدت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية القصف الوحشي المتواصل الذي تقوم به روسيا والنظام السوري وإيران على مدينة حلب وأنحاء أخرى في سوريا، ووصفت هذه القوى الثلاثة بالمدمرة، مشيرة إلى أن مشاهدة حلب المدينة السورية العتيقة في أيدي المهاجمين تعد أمرا كارثيا موجعا.

وأضافت في افتتاحيتها أن المدنيين من أهالي حلب الذين نجو من القصف العشوائي الروسي المكثف المتواصل أو الذي تقوم به قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد على مدار أسابيع، سرعان ما واجهوا مصيرهم ذبحا على أيدي قوات الأسد وهم يفرون بأرواحهم من مناطق القتال.

وأشارت إلى أن بعض المدنيين لقوا حتفهم رميا بالرصاص بأيدي قوات النظام التي كانت تجري تفتيشا للمنازل الواحد تلو الآخر، وأن الآلاف منهم لا يزالون محاصرين في المدينة من دون ماء أو غذاء.

وأضافت أن بعض الكوادر الطبية المحاصرة في حلب أطلقت رسائل الوادع الأخير وسط توقع مواجهة القتل أو الاعتقال في أي لحظة، وأن مصادر في الأمم المتحدة وصفت الكارثة الدموية التي تتعرض لها حلب بأنها تعتبر انهيارا كاملا لمعنى الإنسانية.

روسيا تستخدم قاذفات إستراتيجية عملاقة من طراز توبوليف تي يو22 أم3 في قصف سوريا

قصف وحشي
وأشارت إلى أن الأسد ما كان ليحقق أي انتصار في الحرب المستعرة في سوريا منذ سنوات لولا الدعم الذي يلقاه من لدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإيران، والقصف الوحشي المتواصل على المدنيين.

وقالت إن هذه هي الحقيقة التي لا ينبغي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تجاهلها، واصفة إياه بالمدافع عن بوتين وبأنه يحيط نفسه بكبار المساعدين المتعاطفين مع الكرملين أيضا.

وأشارت إلى أن ترمب سبق له أن وصف الرئيس الروسي بأنه أفضل من الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما، وقالت: جدير بترمب الآن حث صديقه الروسي على وقف المذبحة في سوريا.

وقالت إن الإجراءات الدموية التي يقوم بها الرئيس بوتين في سوريا تعتبر جميعها انتهاكا للقانون الدولي، وهي المتمثلة في قصفه الأحياء المدنية وتدميره المستشفيات ورفضه السماح للمدنيين وغير المقاتلين من المحاصرين بالحصول على الماء أو الغذاء أو الإمدادات الطبية.

وأشارت إلى أنه ربما كان يمكن تجنب الحرب في سوريا لولا أن روسيا استخدمت حق النقض الفيتو أكثر من مرة لحماية الأسد، وأضافت أن روسيا سرعان ما تدخلت بكل قوتها العسكرية للدفاع عن النظام السوري عندما وجدت أنه كان على وشك الاندحار أمام المعارضة.

وأضافت أن إيران قامت بدعم الأسد ومليشيات حزب الله اللبناني بالسلاح والمال، وأن حزب الله نشر نحو خمسة آلاف مقاتل في سوريا للدفاع عن النظام السوري، وهو ما سمح بالفوضى التي أدت إلى صعود تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وتشكيله تهديدا إرهابيا كبيرا.

وأضافت أن إيران قامت بدعم الأسد ومليشيات حزب الله اللبناني بالسلاح والمال، وأن حزب الله نشر نحو خمسة آلاف مقاتل في سوريا للدفاع عن النظام السوري، وهو ما سمح بالفوضى التي أدت إلى صعود تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وتشكيله تهديدا إرهابيا كبيرا.

كما انتقدت الصحيفة موقف الرئيس أوباما المتردد إزاء ما يجري في سوريا، وقالت إنه سبق لأوباما أن دعا الأسد للتنحي في 2011، لكن الرئيس الأميركي لم يعمل على تحقيق هذه الدعوة ولا دعم المعارضة المناوئة للأسد كي تصبح لديها جبهة قتالية قادرة على مواجهة النظام السوري.

وأضافت أن الرئيس بوتين كان يستخدم الدبلوماسية خدعة من أجل تمكين الأسد من الانتصار العسكري على المعارضة في نهاية المطاف.

وأشارت إلى أن روسيا وتركيا أبرمتا الثلاثاء الماضي اتفاقا لوقف إطلاق النار في حلب، وأنه كان يفترض أن يسمح بموجب هذا الاتفاق لآلاف المدنيين والمقاتلين مغادرة المدينة، لكن قوات الأسد واصلت قصف المحاصرين بالمدينة في اليوم التالي.

وتساءلت عن الوقت الذي يمكن فيه وقف المذبحة في سوريا، وأشارت إلى أن هذا يعود لكل من الأسد وروسيا وإيران مجتمعين، وذلك بوصفهم هم من يقوم بتدمير سوريا.

المصدر : نيويورك تايمز

هدى بريس

 

Bewaren