رفضت عائلة الصحافي الجزائري محمد تاملت  الذي تمت تصفيته لإسكاته خلف القضبان الأسبوع الماضي تسلم نتائج تشريح الجثة، مطالبة بالحصول على الملف الطبي كاملاً، وهو الموقف ذاته الذي أصرت عليه هيئة دفاع الصحافي، التي أكدت أنه من حق العائلة الحصول على الملف كاملاً غير منقوص من الوثيقة الأولى وحتى شهادة الوفاة.

وكانت العائلة قد رفضت تسلم نتائج عملية تشريح الجثة، مثلما وعد بذلك وزير العدل، الذي أكد أن نتائج تشريح الجثة ستسلم إلى العائلة فور ظهورها، إذ طالبت العائلة بالملف كاملاً، حتى يتسنى لها معرفة حقيقة الوضع الصحي للصحافي تاملت وتطوراته منذ دخوله إلى السجن في حزيران/يونيو الماضي وحتى وفاته، ورفضت التنقل إلى محكمة القليعة ضواحي العاصمة من أجل الحصول على نسخة من نتائج تشريح الجثة.

وقال المحامي أمين سيدهم إن العائلة رفضت استلام تلك النتائج لأنها لا تريد الحصول على أجزاء من الملف، بل إنها تطالب بالحصول على الملف كاملاً غير منقوص، لأن هذا الملف قد يكشف جوانب مظلمة في هذه القضية، وأن وفاة الصحافي تبقى لغزاً محيراً، خاصة بالنسبة إلى العائلة التي لم تقنعها المبررات التي قدمتها إدارة السجون لوفاة الصحافي.
واعتبر أن السلطات تريد أن تعطي للعائلة نتائج تشريح الجثة، دون إعطائها تقرير الخبرة الذي تم إجراؤه، ولا تقرير الطبيب الشرعي، ولا تقرير طبيب السجن، ولا تقرير مدير مصلحة الإنعاش.

جدير بالذكر أن الصحافي المثير للجدل محمد تاملت توفي يوم 11 كانون الأول/ديسمبر، عندما كان يقضي عقوبة سجن لمدة سنتين، بعد أن تم توقيفه في حزيران/يونيو الماضي بعد قصيدة نشرها على موقع فيسبوك تضمنت سباً للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الأمر الذي جعل النائب العام يحرك دعوى قضائية ضد الصحافي تاملت، الذي وجهت له تهمة إهانة هيئة نظامية وسب رئيس الجمهورية، وزاد الصحافي الطين بلة خلال محاكمته عندما كرر الكلام نفسه أمام القاضية، قبل أن يصدر في حقه حكم بالسجن لمدة سنتين وغرامة مالية تقدر بحوالي 1500 دولار.

وبمجرد دخوله إلى السجن بدأ الصحافي تاملت إضراباً عن الطعام، ورغم تدهور وضعه الصحي إلا أنه رفض توقيف الإضراب، مع أن قاضي تنفيذ الأحكام تنقل إلى السجن وطلب منه توقيف الإضراب عن الطعام، دون أن يجعله ذلك يغير من موقفه، وحسب مديرية السجون فإن تاملت الذي كان يعاني من مرض السكري ومن ارتفاع الضغط أصيب أيضاً بجلطة دماغية، وأنه خضع إلى عملية جراحية كانت ناجحة وبدأ وضعه الصحي في التحسن، لكن الأمور ساءت بعد اكتشاف أنه مصاب بالتهاب في الرئتين. من جهتها تعتبر عائلة الصحافي أنه يكون قد تعرض إلى الضرب في السجن، إذ قال شقيقه عبد القادر إنه لاحظ أن لديه إصابة في الرأس، وأن العائلة منعت من زيارته لأكثر من شهرين بعدها لأسباب مجهولة، مشيراً إلى أن العائلة عن طريق المحامي رفعت شكوى بهذا الخصوص، لكن نتائج التحقيق لم تعلن حتى الآن.